حضرت سورية في أكثر من اجتماع عربي ودولي، ومنها حضورها في منتدى دافوس، وإن دل ذلك على شيء فإنه يدل على رغبة إدارة سوريا الجديدة على طي صفحة العزلة التي تسبب بها النظام البائد، وأن دمشق ستفتح صفحة جديدة مع الجميع، وأنها ستكون عاملا مهما في استقرار المنطقة والعالم لا كما كانت تبيع وتشتري بالشعارات الوطنية والقومية الزائفة كوسيلة وحيدة وحصرية لاستمرارية حكم إجرام عائلة الأسد، ولا شيء غيره.
وعليه كما تتقدم إدارة سوريا الجديدة في بناء البيت السوري الداخلي وفق رؤية وطنية جامعة، أساسها ضبط الأمن والاستقرار وفق القانون والعدالة والمساواة، بما يتناسب مع مبادئ وشعارات ثورة الشعب السوري الذي ينتظر من المجتمع الدولي الإيفاء بالتزاماته التي طال انتظارها.
بالأمس نقل المبعوث الأممي غير بيدرسون رغبة المجتمع الدولي في دعم سوريا وأعلن مطالبته برفع العقوبات عنها، ورفض الاعتداءات الإسرائيلية على الأرض السورية واعتبرها غير مقبولة ولا يوجد أي عذر أو مبرر لها.
هذه الخطوة وغيرها من الخطوات الأممية والدولية وهنا أخص دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، يجب أن تتحقق على أرض الواقع لا على المنابر الإعلامية فقط، لأن السوريين بحاجة دعم الجميع، والجانب العربي خطا خطوات تحسب له، وخاصة في جانب الدعم الإغاثي والإنساني الذي لا تزال جسوره مفتوحة نحو سوريا.
ويبقى على عواصم القرار الدولي المبادرة إلى رفع العقوبات فوراً ودون تأخير، ومد يد العون لسوريا كي يتسنى لإدارتها البدء بتأمين متطلبات الشعب الحياتية والخدمية، والسير بالتوازي ببناء الدولة على أسس سياسية ودستورية وقانونية صحيحة.
اليوم عندما تعيد اسطنبول جسورها مع دمشق التي تتحاور مع لندن في “دافوس”، وهي تحتضن في الوقت نفسه وفداً بيلاروسياً برئاسة وزير الخارجية رجينكوف مكسيم فلاديمير وفيتش، فهذا إن دل على شيء فهو يدل على أن الجسور لن تقف عند حدود منطقتنا الإقليمية بل ستمتد الجسور إلى دمشق من جميع أنحاء العالم، والمستقبل القريب سيشهد على ذلك.
#صحيفة_الثورة
