الثورة – مها دياب:
الثقة هي جزء من النسيج الاجتماعي والمعرفي في أي منظمة أو دولة، كما أنها تعتبر أحد أهم مكونات رأس المال الاجتماعي، وتُعدُّ الثقة علاقة تفاعلية وبناءً تنظيمياً ما بين الطرفين، وتنشأ من الحاجة الملحة للتفاعل مابين مع أفراد المجتمع والدولة والمؤسسات الحكومية وما تتطلبه هذه العلاقة من الاعتماد على الآخر لتحقيق هدف معين، ولكي تكون هذه الثقة بناءة وإيجابية لابد أن تكون خالية من القلق والتوتر والضبابية.
إن المواطنين الواثقين يكون لديهم تفاؤل بشأن المستقبل، وأكثر احتمالاً أن ينضموا إلى جمعيات خيرية، وأن يتطوعوا بوقتهم لإسعاد الآخرين، والاهتمام بمشكلات المجتمع والاهتمام بالسياسة ايجابياً من منظور النقد والإصلاح البناء، وهم أكثر تسامحاً مع الأقليات الاجتماعية والسياسية، وأكثر قبولاً لاختلاف أنماط الحياة.
وبالتالي الثقة التي تقوم على إيمان المواطنين أن الحكومة ستعمل ضمن توقعاتهم ومصالحهم، هذا الأمر الذي يجعلهم يحترمون القوانين والقرارات ويتابعون المبادرات الحكومية بترقب وايجابية متفاعل.
وهنا نؤكد أن التحول الإيجابي يبدأ من خلال المشاركة العامة، والذي يعتمد بالدرجة الأولى على مصلحة الوطن وبنائه وتلبية حاجة المواطن وحفظ كرامته ومشاركة الجميع، حيث يعتبر ارتفاع نسبة المشاركة للمواطن وانخراطه في صنع السياسات العامة، مؤشراً على ارتفاع درجة الثقة والسرعة بالبناء والتطوير والوصول للأهداف المنشودة وعدم السماح لأي شائعات أو نفوس ضعيفة أو خائنة لتفجير الأوضاع من أجل نشر الفوضى من أجل الفوضى فقط والقضاء على فرحة الجميع بالتحرير من ظلم وفساد طال عهده كثيراً في وطننا الغالي.
صحيفة – الثورة