الثورة – غصون سليمان:
تعد علوم الاتصال من أحدث علوم العصر التي ربطت الإنسان بمختلف الأساليب التقنية، وبفضل الاتصال ودور الوظيفة الاجتماعية للإعلام يرتقي الإنسان بمجتمعه وثقافته، وينتقل من مستوى تقليدي إلى كائن متحضر يسرع نحو التحديث، وتقوم وسائل الإعلام من خلال الوظيفة الاجتماعية، بعملية التنشئة الاجتماعية بصورة موازية وتكملة لما تقوم به مؤسسات التنشئة الأخرى من الأسرة والمدرسة والأصدقاء، إن لم تتفوق عليها.
– رصيد مشترك:
وما يزيد من فعالية دور وسائل الإعلام في التنشئة الاجتماعية- حسب رأي الدكتورة أمل حمدي دكاك- قسم علم الاجتماع جامعة دمشق، أن الوقت المتزايد الذي يمارسه الإنسان لها، بالذهاب إلى المدرسة قد يتوقف بعد سن معينة، أما التعرض إلى وسائل الإعلام ليستمر مدى الحياة وألا يستغني الإنسان عنه، لذلك فإن وسائل الإعلام من خلال التزامها بقضايا المجتمع والإنسان توفر رصيداً مشتركاً من المعرفة الاجتماعية يتأثر به جميع أفراد المجتمع، ومن البديهي القول إن ذاك الرصيد المشترك يمكِّن أفراد المجتمع من القيام بأدوارهم بفعالية ويتيح لهم مجال المشاركة الإيجابية في الحياة العامة وشؤونها.
– طرح وجهات النظر:
كما أن الإعلام من خلال المناقشة والحوار يوفر فرصاً لطرح وجهات النظر ما يشجع على إقامة الحوار الاجتماعي البناء في مختلف الأمور التي تهم المواطن، وهذا يزيد من اهتمام الناس بالقضايا الاجتماعية وغيرها، إضافة للعمل على التقارب الاجتماعي، وذلك من خلال تسليط الأضواء على الشخصيات الاجتماعية التي حققت النجاح والإبداع، إضافة إلى توضيح العوامل والأسباب التي أدت إلى ذلك النجاح ولاسيما أن الإعلام يستطيع من خلال الوظيفة الاجتماعية أن يحفِّز الأفراد ويثير آمالهم وطموحاتهم لمحاكاة هؤلاء.
– تنشيط الإعلان:
وعلى صعيد الوظيفة الاقتصادية تؤكد الدكتورة دكاك أن للإعلام دوراً كبيراً بتنشيط الصناعات والاقتصاد والتجارة من خلال برامج اقتصادية مدروسة، أو من خلال الإعلان، فقد تنامت وظيفة الإعلان بشكل كبير وصار الإعلام أحد أهم مقومات صناعة الإعلام، وهي الوظيفة التي تعمل على تزويد الناس بمزايا وخصائص السلع أو الخدمات وكيفية الإفادة منها.
صحيفة – الثورة