الثورة – سمير المصري:
في زمن النظام البائد كان يضطر الكثير من الشباب المطلوبين للخدمة العسكرية، أو غيرهم من المواطنين، لغرض التأجيل عن الخدمة العسكرية، أو لاستخراج إذن سفر، أو لدفع البدل عن أولادهم، ويضطر هؤلاء لمراجعة شعب التجنيد في محافظة درعا لمرات عديدة، والتي تتم فيها حالات كثيرة من عمليات الابتزاز لهم لتسيير أمورهم.
ابتكر العاملون في شعب التجنيد أساليب جديدة لابتزاز المواطنين واستغلالهم، وأخذ رشاوى منهم، وذلك من خلال افتعال الازدحام بهدف ابتزاز المراجعين وكل شيء بثمنه، وكانت شعب التجنيد تشهد ازدحاماً واكتظاظاً بالمراجعين بشكل دائم وعلى مدار السنة، وتكون ذروة هذا الازدحام في بداية كل عام جديد وحتى منتصف الشهر الثالث منه، بهدف إجراء عملية التأجيل للشباب المطلوبين للخدمة العسكرية، سواء للطلاب الجامعيين المكلفين بالخدمة أو للشباب خارج القطر، وتكون هذه الفترة فرصة ذهبية للموظفين في شعب التجنيد أو السماسرة المتعاملين معهم.
وذكر العديد من المواطنين لـ”الثورة” عن الكثير من حالات الرشاوى التي كانت تتم داخل شعب التجنيد في زمن النظام البائد، بدءاً من رؤساء شعب التجنيد في محافظة درعا حتى أصغر موظف فيها، وتصل لنحو 100 ألف ليرة سورية على كل دفتر جيش، ويُدفع هذا المبلغ في كل زيارة لشعبة التجنيد، إلى أن يحصل المراجع على التأجيل، أو إذن السفر، وتكون الرشوة مضاعفة من المراجعين من أجل دفع البدل “حلوان” عن دفع البدل، بالإضافة لرشاوى أخرى تصل لأكثر من 100 ألف موزعة بين موظفين آخرين يعملون في شعبة التجنيد.
وأشار الكثير من المواطنين إلى أنهم يضطرون لمراجعة الشعبة لعدة أيام للحصول مبتغاهم بسبب الازدحام المفتعل من قبل الموظفين فيها.
وذكر أحد المواطنين أنه ظهرت قبل سقوط النظام البائد أساليب جديدة لابتزاز واستغلال المراجعين لشعب التجنيد، تتمثل بأن رئيس شعبة التجنيد كان يقوم بتحويل المراجعين إلى موظفين آخرين في الشعبة، والذين بدورهم يطلبون منهم مبالغ تصل لأكثر من 50 ألف ليرة، بحجة أنه ثمن تصوير أوراق، كما أن بعض الموظفين بالشعبة عندما يمتنع المراجع عن دفع الرشوة لهم يقوم بالطلب من المراجع بشراء مصنف سحاب وأشياء أخرى من بعض المكاتب بجانب الشعبة، ثم يقوم الموظف بالشعبة ببيعها لنفس المكتب الذي يكون قد اتفق معه على ذلك.
اليوم ومع الانتصار سوريا الحرة، تنفس المواطنون الصعداء، وانتهوا من حالات الفساد والرشاوى والابتزاز، من خلال القوانين والإجراءات التي كان يصدرها النظام المجرم بهدف إذلالهم واستغلالهم.
صحيفة – الثورة