نجا من مجزرة حماة المروِّعة.. قصة الطفل “الفنان” خالد الخاني الذي لاحق المجرم رفعت الأسد في المحاكم الفرنسية
الثورة – نيفين أحمد:
خالد الخاني، الناجي من مجزرة حماة، يروي قصة مأساة عاشها طفلاً، حيث طارد المجرم رفعت الأسد عبر أوروبا وسوريا.. إنه رجل عرف بإصراره على ملاحقة من اغتصب حقه وحقوق سكان حماة.
– مجزرة العصر:
صحيفة الثورة رصدت أقواله حيث يروي أنه في شهر شباط عام 1982، بدأت واحدة من أبشع المجازر، حيث قُتل والدي وآلاف البشر، وتراوحت الأعداد بين 20,000 إلى 40,000 قتيل.
كانت المجزرة تتم بسرعة من قبل عصابة الأسد، التي كانت تردد شعارات حقيرة مثل: “يالله حلك حلك يقعد حافظ محلك”.
كان جبروت الأسد لا يُعقل، ولم يكن بالإمكان تصنيفهم ككائنات بشرية، بل وحوش.
– طفولة مؤلمة:
ويتابع الخاني: عشت طفولة قاسية في حي البارودي حتى عام المجزرة، كان والدي، طبيب العيون، ينقذ الجرحى أثناء القصف، مما جعله هدفاً لجيش الطغاة الذين قاموا بقاع عينه.. ترك هذا الحدث أثراً كبيراً في نفسي، حيث تمت معاملة إنسان طيب بهذه الطريقة لمجرد أنه كان يساعد الآخرين.
– ثورة الانتقام:
ويضيف: بدأت ثورة الانتقام تنمو بداخلي، مما أعطاني دافعاً قوياً للنضال ضد هذا النظام الوحشي.. أُجزم بأنه لو لم أكن فناناً تشكيلياً، لجننت من كثرة التعذيب والاضطهاد الذي تعرضت له، رغم أن تعذيبي لا يُقارن بما عاناه آخرون، إلا أن الألم كان كبيراً.
هربت إلى فرنسا بسبب الضغط على عائلتي، واكتشفت أنني أعيش في نفس الحي الذي يقطن فيه عدوي رفعت الأسد، بدأت البحث عن سبل لاسترداد حقي وحق عائلتي، وقدمت ضده شكوى، لكن نفوذ عائلته في فرنسا جعل الأمور معقدة، ومع ذلك، شجعوني على تقديم الشكوى.
الفشل والعودة
قدمت عدة مذكرات اعتقال بحق رفعت، لكن محامييه تمكنوا من إيقافها، بعد يومين من فشل الدعوى، عاد رفعت إلى سوريا.
الطفل الذي لم ينسَ
اليوم، لايزال الطفل الذي كان شاهداً على مجزرة حماة، والذي لجأ إلى فرنسا هرباً من الظلم، هو نفسه الفنان الذي يلاحق الأسد في كل مكان.
إن قصة خالد الخاني تمثل صمود الإنسان أمام الظلم، وإصراره على استرداد حقوقه وحقوق الآخرين.
#صحيفة_الثورة