الثورة – بشرى فوزي:
عرض على مسرح دار الأوبرا الفيلم الوثائقي “الابن السيئ” للمخرج غطفان غنوم الذي استمر لمدة ساعتين ونصف من الزمن، ويُعد الفيلم رسالة للعالم.
بدأ غنوم العمل عليه منذ ما يقارب العشر سنوات ليوصل تفاصيل نضال الشعب السوري ضد النظام الاستبدادي، وكان هدفه شرح الأفكار السورية للعالم رغم محاولات النظام الوحشي قتل نضال الشعب وتشويهه، حيث سخّر النظام الوحشي كل الوسائل لتشويه الحقيقة، ورغم المثل القائل “العين لا تواجه المخرز” إلا أنّ الثورة السورية لم تواجهه فقط، بل انتصرت عليه، فإرادة الشعوب لا يمكن دفنها مهما طال الزمن.
تعود الوثائق الفيلمية في العمل إلى فترات زمنية مختلفة من عمر الثورة خصوصاً السنوات الأولى، وذلك قبل مغادرة غنوم لسوريا هرباً من ملاحقة فروع أمن النظام البائد له، وحاول المخرج منذ بدأ فكرة الفيلم ومن خلال فصوله الـ 22 تسليط الضوء على الانتهاكات والإجرام الذي كان يمارسه النظام البائد وحتى فترة قريبة “الأب والابن”، وذلك عبر حبكة مدروسة قام فيها غنوم بدمج سيرته الذاتية مع سيرة الثورة، ولاسيما أنّ حياته كانت في خضم اندلاع ثورة الحرية وتتقاطع معها حيث رسمت الثورة له مستقبله وحاضره.
أمّا فصول الفيلم الـ 22 فهي متقاطعة ومحبوكة بمهارة ودقة عالية وتظهر قدرة المخرج على سرد الأحداث بواقعية عالية، وتم اقتباس هذه الفصول من عناوين أفلام بارزة في تاريخ السينما وهي: الديكتاتور العظيم، أوغاد مجهولون، العرّاب، صائد الغزلان، قصة موت معلن، النافذة الخلفية، حياة الآخرين، الجدار، مضطرب العقل سايكو، صراع العروش، مدينة الله، الرجل بدون اسم، المنبوذ، من أجل حفنة من الدولارات، الأزمنة الحديثة، سبارتاكوس، الرقص مع الذئاب، القيامة الآن، الجريمة والعقاب، الجيد السيئ والقبيح، الحياة حلوة، ذهب مع الريح.
وشكّل كل فصل عبرة وقصة موجعة عن نظامي الأب وابنه، وعرض لطريقة استيلاء حافظ الأسد على السلطة، وربط أحداث الفيلم في أحد فصوله بانتهاء حكم شاه إيران واستيلاء الثورة الإسلامية الإيرانية على الحكم، وآمال الشعب الإيراني الذي ما لبث أن اكتشف الحقيقة وتبددت أحلامه، كما عرض الوثائقي طريقة قمع الحريات وكم الأفواه والاعتقال والتعذيب والتهجير والقصف تحت اسم محاربة الإرهاب، وكان كل من يخالف الرأي يعد إرهابياً ويصبح ملاحقاً ومطلوباً أو معتقلاً ومفقوداً.
كما عرض الفيلم مقاطع لمعتقلين تم قتلهم أو اعتقالهم وضربهم وإهانتهم بشتى الطرق، من دون أدنى رحمة حيث كان يتم سحق المتظاهرين أو ذويهم، ذلك كله وغيره الكثير من التفاصيل المؤلمة التي يحملها كل مشهد من الفيلم الذي حصد العديد من الجوائز العالمية.
#صحيفة_الثورة