الثورة – رنا بدري سلوم:
تحجز القصص الإنسانيّة لنفسها مكاناً تستحوذ فيه على العقول والقلوب من دون جوازات سفر، وهكذا فعل بنا بطل القصّة الطفل زين الذي يحلم بحذاء بعد أن فقد قدميه خلال الأحداث، هي حكاية الفيلم السينمائي القصير “بوط أحمر” سيناريو وإخراج فارس شاهين، الفيلم الذي تصدّر المرتبة الأولى في “مهرجان “شمس” بدورته الأولى للمحتوى العربي في مدينة الشّارقة للإعلام دولة الإمارات العربيّة المتّحدة.
وفي تصريحه لصحيفة الثورة بيّن شاهين أنّ الحصول على المرتبة الأولى هي أكثر من مجرّد حدث، فهي تجسيد لرؤية وطموح يهدف إلى تعزيز المحتوى العربي وإبراز الإبداع في مجالات متعدّدة، مشيراً إلى التحدّيات والصعوبات التي واجهته على الصعيد الشخصي، وكذلك الأوقات العصيبة التي مرت بها سوريا قبل التحرير.
وأشار إلى أن قصة “بوط أحمر” هي صراعات الحلم والإرادة رغم ضنك العيش، في فيلم نتعاطف فيه مع “زين” بدءاً من مشاهده الأولى حتى بقوى إصراره في الحصول على ما يريد، وهو حذاء أحمر فيعمل بعد دوامه المدرسي ويتعرض للعديد من الانكسارات والصعوبات. يوضح شاهين أن فكرة القصة هي لوالده القاص والكاتب سامر شاهين مع تعديل النهايات، وقولبة الواقع المأساوي إلى إنجاز وإبداع وأمل.
فارس شاهين مخرج أفلام قصيرة وصانع محتوى، يمتلك تجارباً مسرحية عديدة، منها كتابة وإخراج مسرحية “11 زائر”، يعمل في مجال الدعاية والإعلان كمخرج ومصوّر، يقول في تصريحه: إنه يعيش الحياة بما فيها وينقلها بطريقة فنية مبدعة وآنية، حتى كارثة الزلزال تناولها في فيلمه لتوظيف المشاعر السلبية وتحويلها إلى ذاكرة فنية تؤرخ الحالات الإنسانية التي نعيشها لدقائق في فيلم “بوط أحمر”، وفي الفيلم لا يحصل زين على ما يريد، إنه الطفل الحالم الذي يشبه ملايين الأطفال حول العالم، يصرخ في وجه الفقر والظلم والحياة، ليقول: نحن خلقنا لنحيا وسنحيا.