لطالما حاولت أن أتابع مباريات كرة القدم لأعرف ما هو السر الذي يجمع هذا الكم من البشر متثبتين أمام شاشات التلفزة، يركز عينيه على كرة صغيرة تركلها الأقدام بين خصمين متنافسين وسط تفاعل كبير من المشجعين.
ما سحر هذه الكرة المطاطية التي سرحت في خيالي وأنا أراقبها، حتى رأيت نفسي قد سافرت عبر الزمن لعام ١٨٦٣ حيث بدأت كرة القدم كما نعرفها اليوم في إنجلترا من خلال وضع قواعدها عبر اتحاد كرة القدم الإنجليزي في عام 1863.
وفي لحظة وجدت نفسي أعود لما قبل ٢٥٠٠ سنة حيث لعب الصينيون القدامى، وكانوا يقدمون الولائم للفريق الفائز ويجلدون الفريق المنهزم.
وبعد ساعة ونصف من المتابعة أمام الشاشة انحنيت احتراماً لهذه الكرة التي تشبه الكرة الأرضية التي يتنافس عليها البشر منذ آلاف السنين، فيقتلون ويسرقون وينهبون، ومن خيراتها لا يشبعون، فيعيشون عمرهم متمسكين بها وهي لا تعدو أكثر من موطن لأجسادهم الفانية ولرحلتهم الأخيرة.. حيث فيها يدفنون.