الثورة – تحقيق ميساء العلي وبشرى فوزي:
هل حقّاً أصبحت بعض التريندات تشكل خطراً على قيم المجتمعات الإنسانية.. وهل تعمل التريندات على تهييج الرأي العام وإثارة حالة الاعتراض وعدم الرضا عن مواضيع أو قيم قد تكون إيجابية في الحياة.
هل يمكن تعريف التريند، بأنه مصطلح يدلّ على انتشار خبر أو حدث بشكل كبير في فترة زمنية سريعة، وقد يكون موضوعه متعلقاً بالملابس أو السيارات أو التكنولوجيا أو السياسة، أو أي مجال من مجالات الحياة الأخرى؟
وسيلة للشهرة
يقول المهندس أحمد شعبان لـ”الثورة”: إن التريندات ظاهرة اجتماعية باتت جزءاً من حياتنا اليومية، وأحياناً تتحكم بشكل كبير في قراراتنا اليومية.
وفي ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي أصبح الكثير منا ضحية ما يسمى بالتريند أو ما يعرف بـ”الهاشتاغ” الذي أصبح وسيلة للشهرة.
موضة رائجة
الباحثة في القضايا التربوية والاجتماعية الدكتورة سلوى شعبان تقول: إن التريند كلمة انكليزية، معناها موضوع أو قضية تتعلق بسلعة أو بحادثة اجتماعية، يُلقى الضوء عليها بطريقة كبيرة ومكثفة تشعل مواقع التواصل الاجتماعي فتصبح موضة رائجة يهتم الناس بها، حيث يتم التعليق عليها ونشر الانتقادات والإعجابات على منصات التواصل، ثم تنتشر وتصبح “تريند” لفترة زمنية قد تطول أو تقصر.
لَفتُ الانتباه
تؤكد د. شعبان أن ثقافة لفت الانتباه تتّبعها وسائل التكنولوجيا، فيرى الشخص نفسه كمتابع أو مستمع أو متفرّج منجذباً منتبهاً لوقت معين.
وأضافت: يرى علماء الاجتماع والاقتصاديون أن انتباهنا أصبح- بشكل زائد- سلعةً يتم تداولها في السوق المعرفية لوسائط التكنولوجيا.
قوة التريند
أما سر قوة التريند بحسب الدكتورة شعبان فتكمن في طريقة العرض والجذب والتداول والنشر في منصات ومواقع لها متابعون كثر، وذلك بغية تحقيق الهدف المرجو من هذا التريند، حيث تتم فيه مراقبة سلوكيات الجمهور المستقبلية والتنبؤ بها من خلال التفكير بالبحث عبر الانترنت عن عنوان يخص تلك الظاهرة.
تقليد أعمى
وفيما يخص التقليد الأعمى بينت د. شعبان أن تأثير التريند واضح، وقد يصل إلى التقليد الأعمى، وخصوصاً لدى شريحة المراهقين، كتقليدهم لتصرف ما أو التلفظ بكلمات وألفاظ منتشرة أو لباس أو حركات أو حتى التخطيط لحياة تبدو طريقا للشهرة.
انحلال قيم الأسرة
وأضافت: إن التريند له آثار سلبية إذا ارتبط باستثارة الانتباه والحواس، وهذا يؤدي لاحقاً لفقدان الانتباه وانعدام الحساسية تجاه الأشياء، وهنا الخطورة، إذ يمكن أن يستمر طويلا ويصبح من ثوابت التفكير في أذهان الناس، وبسببه قد تنتشر حالات العنف وقد يَحدث خلل في الأعراف والمعتقدات والآراء والثوابت الأخلاقية والأدبية وانحلال في قيم الأسرة.
وتتابع د. شعبان: وسط هذه الفوضى يَحدث تسطيح للتفكير وتسخيف للحقائق والعقل والمنطق بطريقة هزلية تتناول قضايا تمس قيمنا الحياتية و معتقداتنا فيختلط الحابل بالنابل.
إيجابيات التريند
للتريند إيجابيات- حسب د.شعبان، فقد يكون دافعاً وملهماً حقيقياً للتطور والتغيير والتقدم، وامتلاك مهارات، وإثبات الذات وتغذيتها بما يدعمها ويقويها ويدفعها للأفضل، وربما تثار قضايا اجتماعية لها علاقة بعادات وتقاليد غير جيدة، كالثأر مثلاً، فتصبح قضية رأي عام تطرح حلولاً وتنقذ ضحايا وتحل المصاعب والمشاكل، وتوجِد البدائل الإيجابية.
وهنا لابد من التساؤل لماذا لا نسخر التريند لخدمة المجتمع والفرد طالما تزامن تواجده بين أيدينا في أجهزة هواتفنا طوال يومنا لنجعل منه حافزاً لخلق تريندات متنوعة هادفة توصل الفكرة وتخدم حياتنا، وتقلب السخرية إلى جدية.
لذلك يمكن أن يشكّل التريند أحياناً قوة مهمة، يقدم لنا الكثير عندما نستخدمه بشكل صحيح لنحقق ما نرجوه بواسطة التقانة والحداثة العالمية.
أتابع الفنانات
تيماء سالم، طالبة جامعية تقول: إنها تلاحق التريند عبر وسائل التواصل الاجتماعي وذلك لتكون على دراية بالموضة الملابس والمكياج.
وتضيف: أتابع الفنانات وأصحاب المحتوى كي أكون على اطلاع بكل ما يخص اهتماماتي، فالتريند يساعدني لمتابعة ما أبحث عنه من دون عناء.
بحث علمي
علاء محي الدين- شاب جامعي، يتابع عبر وسائل التواصل كل ما هو تريند، ويرى أن التريند يساعده على تحديد أهدافه والاستفادة من المحتوى المطروح الذي يهمه ويحاول تطويره وإضافته إلى محفظته الشخصية، كأن يتابع بحثاً علمياً أو موضوعاً إنسانياً أو قضية رأي عام.