الثورة – مها دياب:
تحت عنوان تعليم وتمكين وإنتاج، ونظراً لضرورة تعاظم الدور الذي تلعبه المرأة في مجال العمل التطوعي والإنساني من خلال عمل الجمعيات الأهلية بما يخدم جميع مجالات التنمية والتعليم والإنتاج وإدخالها سوق العمل بما يحقق المشاركة الاقتصادية، بدأت مؤسسة “يراع وإبداع” الأهلية بسلسلة دورات تستهدف المرأة السورية في ريف دمشق، من أجل دعمها النفسي والاجتماعي، ودمجها مع المحيط، ومحاولة خلق دخل شهري لها، ولتعريفها بدورها الفعال كونها نصف المجتمع.
تدريب مميز
فمع ضحكات وفرح السيدات.. بدأت دورة تعليم التريكو والكروشية لعشرين سيدة منهن المتقاعدة ومنهن ربات البيوت.
المدربة وداد الصفدي- مدرسة فنون، عبرت لـ”الثورة” عن أهمية التدريب التطوعي لمساعدة سيدات المنزل، ووجدنا الكثير منهن ترغب في التعلم حتى لو كان من البداية، قمنا بتعليمهن حياكة الصوف والكروشيه برسمات وغرز وأنماط متعددة، ولمسنا لديهم الإبداع بالعمل والرسومات، والإنتاج عبارة عن طواقي وكفوف وشالات، متمنية أن يتم خلق فرص عمل كمساعدة لهن للربح المادي كون عملهم جيد وملفت ذلك لمواجهة صعوبات الحياة والغلاء.
بينما عبرت المدربة جومانة زغيب عن سعادتها بالشغف والروح المعنوية العالية للتعلم من قبل السيدات والتزامهن بالمواعيد والعمل الجماعي، وتلقى المساعدة والملاحظات بروح مرحة، كما أصبحت الدورة جمعة محبة وفرح وتعبير عن الهموم اليومية لهن، وبالتالي لا ينقصهن سوى الدعم للكسب المادي من قبل أصحاب المحلات التجارية والمعامل للمساهمة بتأمين الأدوات للعمل بسبب غلاء الصوف.
مشاركات
مريم الخوري- ٧٥ عاماً أكبر السيدات المشاركات، عبرت عن شغفها لمهنة الخياطة وشغل الصوف، وأنها شاركت من أجل المساعدة في تعليم السيدات ومتابعة أي جديد بالعمل اليدوي، مؤكدة سعادتها كون المنتج سيذهب للأطفال الأيتام، كونها تحب العمل كثيراً وخاصة الخيري والتطوعي والتبرع.
تجاوز الكآبة
فاتن رزق- مدرسة متقاعدة، لفتت إلى أنها تشارك بالدورة محبة لشغل الصوف والكروشيه، ولتكون متفاعلة مع المجتمع والمحيط والخروج من المنزل والروتين الذي سبب لها الكثير من الكآبة والخمول، وتمنت أن يتحول التدريب إلى مشروع جماعي يساعدهن مادياً وبنفس الوقت بعض من العمل يذهب للعمل الخيري، وتمنت أن يتلقين الدعم المؤسساتي لكون سعر كبكوب الصوف الجيد يبدأ من 48 ألف ليرة، والقطعة الواحدة من الملابس لربما تحتاج ٨ منها، وبالتالي تكلفة عالية على سيدة لوحدها عدا عن المجهود الكبير عليها، لذلك يأتي العمل الجماعي لدعم بعضهن وليخرج المنتج بجودة عالية ويبقى لزمن طويل.
أما هويدا الأنقر- سيدة منزل، قالت: إنها تعمل بالكروشيه منذ الصغر لنفسها والآن لأبنائها، والتزامها بالدورة هو للتعارف والمساعدة كون منتج الدورة خيري.
وعبرت كل من يسرى عمار وعبير شعبان- وهما مدرستان متقاعدتان، عن خوفهن في البداية من تعلم الكروشيه، لعدم معرفتهم به من قبل، وعن سعادتهم بمساعدة الجميع لهن بالدورة، وأكملتا: إننا خطوة بخطوة تعلمنا وأحببنا العمل وسنستمر به حتى الإتقان، مشيرات إلى كم السعادة والطاقة الإيجابية الموجودة أثناء اللقاء بباقي السيدات المشاركات والتي أصبحت حالة من الود والصداقة بين الجميع، فالعمل المهني شيء مميز وكل ما يستخدم بالعلم والتدريب والتعليم يعزز مهنيا من أفراد مبدعين ودقيقين بعملهم، نحن نعمل بالسنارتين والجميع ساعدنا لإتقان عمل الكروشيه واختيار الرسمات وتقضية الوقت وتجاوز الملل.
فيما عبير الخطيب وازدهار الحلح، أكدتا دعمهما للعمل الخيري عبر مشاركتهن بالدورة حيث يذهب المنتج فيها لمصلحة الأيتام، وعملن أشياء كثيرة ومميزة لهما، وتمنينا استمرار هكذا مبادرات من أجل الثقل المعرفي، وعمل دورات الخياطة والتطريز ليكون العمل متكاملا يفتح لهن سوقا لتصريف المنتجات وتأمين أدوات العمل.
دعم نفسي ومادي
وتحدثت رئيس مجلس أمناء مؤسسة “يراع وإبداع” الفنانة التشكيلية رانيا نكد- القائمة بالمبادرة، عن بدايتها بالعمل الخيري التي جاءت من محبتها للفن والعمل المهني وللخروج من جو الحرب والمخاطر التي دامت لسنوات طويلة، وأن المؤسسة خرجت للنور منذ عام 2020، كدعم للسيدات والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، وأيضاً لإعادة الاهتمام بالعمل الفني والمهني، وأسست فريقاً متميزاً محباً للتطوع والعمل الخيري، انطلاقاً من خبرتها بالعمل التطوعي مع المراكز الثقافية والمؤسسات الخيرية التي أخرجتها من مرض كاد يمنعها من الحركة لأيام كثيرة بسبب الخوف والقلق والروتين.. وهذه الحالة أصابت الكثير من السيدات أيضاً اللواتي كن يعتقدن أن عملهن في المنزل فقط.
#صحيفة_الثورة