الثورة – سمر حمامة:
تعاني بعض الزوجات من تسلط أزواجهن، حيث يتوهم الزوج نفسه ديكتاتوراً يحكم بالأوامر ليطاع ولا يسأل عن شيء، كما أنه يغضب ويعاقب ويعنف من دون مبالاة بمشاعر الآخرين.
وفي هذا السياق يؤكد علماء الاجتماع والنفس أنه على الزوج مهما علا شأنه ومركزه ألا يبالغ في السيطرة على أسرته، ويجب أن يكون رؤوفاً وحنوناً على زوجته وعطوفاً على أولاده ويعاملهم بكل حب واحترام كما يعاملونه.
تقول السيدة ديالا: تزوجت من رجل كان يبدو لطيفاً وهادئاً خلال فترة الخطوبة وبعد الزواج أصبح رجلاً عنيفاً وقاسياً، وتضيف لا أدري ماذا أفعل، إنها حياة صعبة، حتى أولادي على مر السنوات تأخروا في دراستهم وذلك بسبب أسلوب العنف الذي يستخدمه معهم، وماهو مؤلم أن زوجي يبدو لطيفاً أمام الأهل والأصدقاء والجيران، وعندما أشكو معاناتي أتهم بالكذب والتجني، مؤكدة أن زوجها عانى الأمرين مع والديه، فوالده كان قاسياً بطبعه، الأمر الذي أثر على نفسيته وجعله معقداً، وبدوره زوجها مارس عقده على أطفاله مما جعلهم فاشلون دراسياً.
– مفهوم الأسرة في الإسلام:
إن الإسلام لايعرف الرجل الديكتاتور، لأن الإسلام لم يمنح للرجل الحق في أن يعامل أهله بعنف وغلظة وقسوة، ولاسيما أن الدين قائم على الود والحب والتسامح، والرسول محمد(صلى الله عليه وسلم) أفضل من يقتدى به، وكيف كان يتعامل بود وتراحم مع أهله والجميع، ولم يكن في يوم غليظ القلب مع زوجته وأولاده، بل كان أباً حنوناً وعطوفاً.
كما أن مفهوم الأسرة في الإسلام عبارة عن مؤسسة اجتماعية أنيطت قيادتها بالزوج، ولكن ليس على أساس ديكتاتوري ليسيطر على أفراد أسرته، ولايسمع رأيهم، بل يترك لهم المجال في حرية الرأي والقول والمشاركة.
المرشدة النفسية دارين السليمان، تؤكد إذا كان قائد الأسرة يريد أن يصل إلى الأسلوب الأمثل في قيادة أسرته، فيجب أن تكون علاقته مع أفراد أسرته مبنية على الحب والاحترام وبالتالي يصبح قائد الأسرة زوجاً محبوباً وأباً حنوناً، وبذلك نحافظ على الأسرة من التشتت والضياع، فبعض القسوة مطلوبة لحالات محددة من باب الحزم والتربية، لا أن تكون مفرطة ومؤذية حد الأذى النفسي والجسدي والمجتمعي.
#صحيفة_الثورة

السابق