الثورة – همسة زغيب:
يرى الفنان التشكيلي مهند الطويل أن الحياة مليئة بمصادر مختلفة للأفكار والطاقة والرؤية البصرية، فهو يعيش علاقة وجدانية روحية مع الحجر يستعين بها ويستمد منها الخيال، ويعتمد المصادر التاريخية وما فيها من أساطير وحكايات، بالإضافة لقراءاته المختلفة من شعر وقصص وروايات.فتتحول الأفكار لديه إلى عمل فني، سعى جاهداً لتطويعه ليصبح أداة يعبّر فيها عن نفسه، بالحجر والزجاج لإيصال ما يختلج في النفس الإنسانية.
وتدرجت الألوان الجميلة في لوحات فسيفسائية، طوّع بها الحجر، فبعد تقطيع الحجارة ذات الألوان المختلفة إلى قطع صغيرة لا يتعدى حجمها سنتيمتراً واحداً على شكل مربعات، يتم رصها لتكوّن لوحة فنية رائعة.. ويعود تاريخ استخدام الفسيفساء في التزيين وإنتاج اللوحات الفنية إلى مئات القرون، وأول من استخدمها السومريون والبيزنطيون والرومانيون والعرب.لدى الطويل تجارب عديدة في الفسيفساء، وأنجز ورشة خاصة بهذا الفن لعشرات اللوحات بأشكال فنية ومقاسات مختلفة غاية في الدقة والجمال، ومن أعماله لوحة “تيثيس” استخدم فيها التقنية نفسها المشغولة للوحة مماثلة في متحف شهبا إضافة لأعمال أخرى، منها “وردة الليلي” و”الساعات الصغيرة” وله عدة معارض.
وأوضح أن إحياء وتطوير هذا الفن يعد وسيلة تاريخية وفكرية مهمة لإيصال الإرث الثقافي والحضاري وتخليده، فلوحات الفسيفساء تتطلب صفاء ذهنياً وقدرة اقتصادية، كما تحتاج إلى دقة ومهارة بالرسم، وخبرة باستعمال الأداة، إذ تعد الفسيفساء كما يعرفها أصحابها فن الرسم بالمكعبات الحجرية.كان هدفه المحافظة على هذا الفن الجميل وتطويره وإبقاءه حياً، وخصوصاً في هذه المحافظة التاريخية والأثرية، عبر إحداث ورشة لتصنيع لوحات الفسيفساء وتدريب العديد من الكوادر عليها، انطلاقاً من فكرة أن “الفن هو الوسيلة للتعبير عن الحب والرقي والإبداع”.
#صحيفة_الثورة