إذا المحبة أومت إليكم.. فاتبعوها.. إذا ضمتكم بجناحيها.. فأطيعوها.. إذا المحبة خاطبتكم.. فصدقوها.. هذه الكلمات مرّت في ذهني وأنا أتجول في شوارع وأسواق دمشق، فتلك العبارة كتبها جبران خليل جبران في كتابه “النبي” الذي دعا فيه إلى نبذ العنف والكراهية والضغائن، والتوجه إلى المحبة والتسامح وقبول الآخر، السوريون اليوم خلال شهر رمضان المبارك يعيشون تلك المحبة بعد سنوات مريرة قضاها الشعب السوري في البحث عن الطعام والشرب والتدفئة، لا نغالي إذا قلنا الجميع يسيرون ببهجة بعد التحرير والنصر، يسيرون إلى مستقبل يطمحون له حيث العمل الدؤوب والإبداع والعطاء في كل مناحي الحياة.
اليوم لا يختلف اثنان، أننا أمام مرحلة مصيرية من إعادة البناء، وهاهي البلاد تستعيد عافيتها لننطلق بها جميعاً إلى بر الأمان، نكرس ذلك بالعمل والمحبة والتشارك والتسامح والإخلاص، وهذا ما يسكن قلوب السوريين منذ زمن بعيد من أجل بناء الوطن وعزته وكرامته، فعل الخير لم يتوقف يوماً في بلدنا، ولا تزال هناك قلوب مغمورة بالمحبة والعطاء، تقدم كل ما تستطيع لتبلسم الجراح وتعطي المحتاج وتشفي المريض، هذه حكاية السوريين التي لا يعرفها إلا من خبرها، السوريون الذين أرادوا الحياة فنالوها لأنهم مؤمنون أن المفتاح الأساسي للتعايش هو المحبة والتفاهم والسلام.