الثورة – ناديا سعود وحسين إبراهيم:
محركات البحث، مثل جوجل، أصبحت جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية، عندما نريد معرفة شيء معين، يكون أول ما نفعله هو البحث عنه في جوجل، ولكن هل فكرت يوماً كيف يمكن أن تؤثر نتائج البحث على طريقة تفكيرك واهتماماتك؟
دور الخوارزميات
جوجل يستخدم خوارزميات معقدة لتحديد ما هي النتائج التي سيعرضها لك عندما تقوم بالبحث، هذه الخوارزميات تعتمد على مجموعة من العوامل، مثل الكلمات التي استخدمتها في البحث، موقعك الجغرافي، وما هي الأمور التي بحثت عنها سابقاً، الهدف من هذه الخوارزميات هو تقديم النتائج الأكثر صلة بك.
تأثير النتائج على التوجهات
إذا قدم جوجل نتائج علمية بشكل رئيسي عند البحث عن موضوع معين، سيكون لديك انطباع أن المعلومات العلمية هي الأهم والأكثر دقة، على سبيل المثال، إذا كنت تبحث عن “تغير المناخ”، وظهرت لك معظم النتائج من مواقع علمية موثوقة مثل “ناسا” و”الجمعية الوطنية للعلوم”، ستشعر أن تغير المناخ قضية علمية مهمة وموثوقة.
في المقابل، إذا كانت النتائج الرئيسة تتحدث عن العناصر السلبية، قد تأخذ انطباعاً سلبياً عن الموضوع، على سبيل المثال، إذا كنت تبحث عن “الذكاء الاصطناعي”، وظهرت لك نتائج تتحدث عن المخاطر والتهديدات فقط، قد تشعر بالخوف والقلق تجاه هذه التكنولوجيا.
أمثلة واقعية
في دراسة أجريت عام 2018، وجد أن 62% من الأشخاص يعتقدون أن نتائج البحث التي يعرضها جوجل هي الأكثر دقة ومصداقية. هذا يعني أن معظم الناس يعتمدون بشكل كبير على ما تقدمه لهم محركات البحث.
إحصاءات مؤثرة
– 75% من المستخدمين لا يتجاوزون الصفحة الأولى من نتائج البحث.
– 85% من المستخدمين يهتمون بأحد النتائج الثلاث الأولى.
التحليل النقدي
منهجياً، يجب أن نكون مدركين أن الخوارزميات ليست محايدة تماماً، فهي تعتمد على البيانات التي تم تدريبها عليها، وهذه البيانات قد تكون متأثرة بآراء ومواقف معينة.. لذا، من المهم أن نتعلم كيفية البحث بشكل نقدي وتحليل النتائج التي نحصل عليها، وعدم الاعتماد على مصدر واحد فقط.
محركات البحث، وخاصة جوجل، تلعب دوراً كبيراً في تشكيل توجهاتنا واهتماماتنا، وهو ما يتطلب أن نكون واعين لهذا التأثير وأن نحرص على البحث المتوازن ومتعدد المصادر للحصول على صورة كاملة ودقيقة عن المواضيع التي نهتم بها.