أصبحت الصرافات عبئاً ثقيلاً للحصول على المستحقات الشهرية، وبدل أن تكون آلية ميسرة للحصول على الراتب المنتظر، تحولت إلى معرقل حقيقي يجعل منها معقدة ومقيتة.
مشهد الصرافات خلال أيام الشهر يتحدث عن تلكؤ في السيولة النقدية والمستحقات، مما يدعو للتساؤل، لماذا الإصرار على بقاء هذا الشكل المترهل المثير للجدل؟.
ساعات وأيام قبض الراتب تحولت من آلية حضارية إلى ازدحام كبير، وغير حضاري لا يتناسب مع ما خسرته المصارف لتحديث برامجها وآلية عملها.
ما يحصل اليوم من تكرار ذات المشهد على مدار الشهر، هو جزء من تركة فساد طويلة أبعدت المصارف عن وظيفتها الأساسية.
وعلى الرغم من اتخاذ عدة قرارات تعتبر جريئة من المصرف المركزي، مازالت المصارف التابعة له لا تقوم بدورها الحقيقي، وهذا ما قد يضعف ثقة المواطنين بالقطاع، ويجعله منفصلاً عن الواقع، ويخسر الكثير من السيولة النقدية اللازمة لدعم الاقتصاد.
من هنا، ومن هذه الاستحالة في تنظيم عمل الصرافات والقدرة على تزويد صرافات المؤسسات بالسيولة اللازمة، يطالب الجميع بإعادة الرواتب إلى المحاسبين الموجودين ضمن المؤسسات.