الثورة – همسة زغيب:
اكتشف الفينيقيون الزجاج من 2000 عام قبل الميلاد، وهي حرفة قديمة جاهد الأجداد والآباء للحفاظ عليها، وتعتبر من أبرز الفنون التراثية الحرفية، ولكن وصلنا إلى مرحلة باتت هذه الحرفة آيلة للانقراض، ومن الضروري الحفاظ على التراث الحضاري السوري وتطويرها وتجديدها والبقاء والاستمرار بها على رغم الحروب والصعوبات.
أتقن الحرفي لؤي شكو هذه الحرفة منذ طفولته، حيث ترعرع في بيت دمشقي، وأوضح أن الأدوات بقيت ذاتها منذ آلاف السنين، وأنتج قطعاً فنية نادرة بعدة أشكال، تسحر عين الناظر إليها وتدهشه بجمال ألوانها، وضع فيها لمساته وعشقه لحرفة تراثية لا تزال مستمرة وباقية.
بعد تجهيز الخلطة الأساسية من الزجاج العادي والمكسر يدمجه الحرفي شكو مع الرمل وأكاسيد المعادن الثمينة المختلفة لصنع الزجاج الفينيقي، وقد أبدع في التعامل مع الزجاج اليدوي الفينيقي، والفنون النحاسية وكل ما يحتويه من قيم فنية وجمالية فمزج الزجاج مع معادن ثمينة وخاصة معدن الفضة في الفرن.
يضج الزجاج الفينيقي المصنوع يدوياً بتداخل طيف من الألوان القرمزية والخضراء والزرقاء، وبأشكال مميزة لقطع نادرة ويمكن إنتاج قطع قريبة منها متميزة بألوانها الزاهية ووجود خيوط الذهب في تركيبة الزجاج الخام عند تشكيلها في الفرن وتحويلها لتحفة زجاجية فنية، وركز الفينيقيون على اللون الأرجواني والأحمر الفاتح.
ومن المهم دعم الحرف اليدوية والتراثية التقليدية والمشاريع الحرفية بهدف حماية التراث الوطني وإبداعات صانعيه، والحفاظ على الهوية التاريخية لسوريا، لأنها تعتبر جسوراً للعبور من الماضي إلى الحاضر للتعريف بأنواع الحرف الموجودة، مما يعكس جمال الحضارة والتاريخ الدمشقي العريق، ويشجع الحرفيين على استثمار منتجاتهم اليدوية وتحفيز إبداعاتهم.