استبداد الديمقراطية….

ثورة أون لاين-د.خلف علي المفتاح: مرت شعوب المنطقة العربية بأشكال متعددة من الاستبداد منها استبداد القوى الاستعمارية بأشكاله المختلفة وما استتبعه من استبداد أنظمة قمعية وديكتاتورية قام المستعمر نفسه بتنصيبها وتركيزها في مفاصل السلطة . ليتمكن من خلالها أن يستمر بسيطرته وسطوته وتحكمه بتلك الشعوب ونهبه لثرواتها وخيراتها‏

ويضمن بشكل نهائي دورانها في فلكه السياسي وتموضعها في استراتيجياته الكونية كأدوات سياسية يستخدمها ساعة شاء ويلفظها عندما تستنفد وقودها وتصبح عبئاً على سياساته وخططه ويحاول بعملية خداع واضحة تخليه عنها بل ربما المطالبة بتغييرها ليستبدل عميلاً فاقد الصلاحية بآخر يحاول أن يجعل منه بطلاً أو منقذاً عبر إجراء عملية غسيل سياسي وتلميع إعلامي محكم الإتقان.‏ وإذا كانت تلك المجتمعات في الحالتين السابقتين أمام استبداد تم بإرادة الغير سواء كان بشكل مباشر أم غير مباشر، إلا أن أخطر أنواع وأشكال الاستبداد من وجهة نظرنا هو ذلك الذي يأتي عبر آلية ديمقراطية بحيث تتحكم أكثرية سياسية منظمة لها تاريخها وتنظيماتها وقاعدتها الشعبية بالحياة السياسية وهي التي عرفت بأيديولوجيتها الالغائية القسرية التي تتعامل مع الحاضر المتجدد بأدوات الماضي وهو ما يخالف منطق الأشياء وحركة التاريخ. إن الكل يعلم أن الذي قاد الحركات الجماهيرية في كل من تونس ومصر كان مزيجاً من قوى سياسية وشبابية وتيارات ليبرالية وقومية وغيرها، ولكن القوى الإسلامية المنظمة بتلويناتها هي التي استطاعت أن تشكل الحاصل السياسي لذلك الحراك عبر استثمارها لمقولات الديمقراطية التي جاءت بها القوى الليبرالية ومستفيدة من كثرتها العددية وتجذر نشاطها السياسي المنظم.‏

إن الرهان على تجربة مستقبلية لقوى ترفض قبول الآخر ويعول على اندماجها في قلب ومضامين العملية الديمقراطية قياساً على تجارب في دول أخرى هو من وجهة نظرنا رهان خاسر، لأن الارهاصات الأولى لمجمل السلوك الذي بدأت نتائجه تظهر على الواقع السياسي لا تبعث على مزيد من التفاؤل بالمستقبل، والخوف كل الخوف ان يتم التحول من استبداد خارجي وتسلط ديكتاتوريات نصبتها قوى خارجية إلى استبداد فكري ذريعته وحجته أنه نتاج ممارسة ديمقراطية حرة ونزيهة، إنه الاستبداد الثالث؟‏

khalaf.almuftah@gmail.com ‏

 

آخر الأخبار
بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا حمص.. حملة شفاء مستمرة في تقديم خدماتها الطبية د. خلوف: نعاني نقصاً في الاختصاصات والأجهزة الطبية ا... إزالة مخالفات مياه في جبلة وصيانة محطات الضخ  الألغام تهدد عمال الإعمار والمدنيين في سوريا شهادة مروعة توثق إجرام النظام الأسدي  " حفار القبور " :  وحشية يفوق استيعابها طاقة البشر  تفقد واقع واحتياجات محطات المياه بريف دير الزور الشرقي درعا.. إنارة طرقات بالطاقة الشمسية اللاذقية.. تأهيل شبكات كهرباء وتركيب محولات تفعيل خدمة التنظير في مستشفى طرطوس الوطني طرطوس.. صيانة وإزالة إشغالات مخالفة ومتابعة الخدمات بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة" حمص.. تعزيز دور لجان الأحياء في خدمة أحيائهم "فني صيانة" يوفر 10 ملايين ليرة على مستشفى جاسم الوطني جاهزية صحة القنيطرة لحملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال فيدان: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تزعزع الاستقرار الإقليمي الجنائية الدولية" تطالب المجر بتقديم توضيح حول فشلها باعتقال نتنياهو قبول طلبات التقدم إلى مفاضلة خريجي الكليات الطبية