الثورة – مها دياب:
من بين طيات الحزن الذي أثقل كاهل مدينة الزبداني طول سنوات الحرب الطويلة، أشرق أول عيد بعد التحرير كنسمة أمل جديدة.
الاحتفال في المدينة بعد الحرب والتدمير الكبير كان بمثابة رسالة قوية عن الصمود والأمل.
فبالرغم من الدمار الهائل الذي شهدته المدينة، استطاع أهلها أن يعيدوا الحياة إلى شوارعها وساحاتها، حيث اجتمعوا للاحتفال بالعيد كرمز للانتصار على المحن.
كانت الساحة خلال العيد مزينة بأعلام التحرير والإضاءة بالألوان الزاهية، ومليئة بالألعاب والناس الذين جاؤا ليشاركوا في الاحتفال والفرح، ولاسيما سعادة الأطفال مع الألعاب في الساحة ما عكس الفرحة الواضحة من قلوبهم.
هذا الاحتفال لم يكن مجرد مناسبة عادية، بل كان فرصة لتجديد واستعادة الأمل، وتأكيد الروابط، الاجتماعية وإظهار قوة الإرادة الجماعية، في مواجهة الكثير من التحديات بعد سنوات عديدة من الألم والإشتياق.
أثبت الاحتفال بأول عيد في المدينة بعد التحرير أن الأمل يمكن أن ينبعث حتى من بين الركام، ويعد شاهداً على قدرة الإنسان على تحويل الأحزان إلى بهجة والألم إلى أمل.