الثورة – حسين صقر:
قد يحدث أكثر من مرة أن نصطدم مع أصدقاء أو زملاء عمل، أو أشقاء وشقيقات وأبناء، ومقربين وغيرهم، ولأن الحاضر صعب، تتشكل لدينا ردود أفعال متباينة، ونتخذ قرارات بالمقاطعة والابتعاد، ورفع الحواجز وتطويل المسافات، وننسى أن لهؤلاء إيجابيات جمة يتصفون بها، وخدمات كثيرة قدموها لنا، سواء كانت مادية أم معنوية، ونحكم عليهم مباشرة بالقطيعة، من دون النظر لماضيهم الجميل، وهو ما يكون سبباً كبيراً في ابتعاد الناس عن بعضهم، وتشكيل تلالٍ من الكره والحقد فيما بينهم.
للحديث عن هذا الموضوع، تواصلت “الثورة” مع المرشد الاجتماعي شاهر صوراني، والذي قال: إن لكل شخص زلّاته وسلبياته، أيضاً له محاسنه وإيجابياته، والكمال فقط لله عز وجل، ولا يوجد أحد خالٍ من العيوب والنواقص، ولاسيما أنّ ظروف الحياة تفرض علينا نوعاً من العلاقات مع من حولنا من أفراد، حتى لو كانوا في حيٍّ واحد أو منطقة أو قرية واحدة، ولهذا لو تذكر كل شخص إيجابيات ومحاسن الغير لما طالت الخلافات، وما استقرت كثيراً في أعماقنا ولا وجدت لها مكاناً، ما خلا بعض الأشخاص الذين نحاول البحث جاهدين عن إيجاد ولو صفة واحدة لنسامحهم، وهؤلاء موجودون مع الأسف، ولكن بنسب قليلة جداً، وإذا لم يصنعوا خيراً معنا، فحتماً صنعوه مع غيرنا.
ناكرو المعروف
وأضاف صوراني: مع كل أسف نعرف ونلتقي مع كثير من الأشخاص الذين ينكرون المعروف، ولو بزلة بسيطة تصدر عنا وهي غير مقصودة، ونسمع عن هؤلاء يومياً من خلال زملائنا ومعارفنا، وكأن الصفحة البيضاء مهما كانت ناصعة، تشوهها نقطة حبر سوداء تسبب بها القلم وليس نحن، فهؤلاء بالتأكيد يفضلون مصالحهم بشكل دائم، ونحن نعطيهم الفرص، ويتضح لنا من خلال أحاديثهم وطرحهم أنهم يقدمون منافعهم الشخصية تلك على بناء أي علاقة، ورغم ذلك لديهم بعض الإيجابيات التي يجب تذكرها عندهم، وألا ننسى وقوفهم بجانبنا في مناسبة أو موقف معين، أي أن نكون إيجابيي التفكير لا سلبيين، ونأخذ الوجه الحسن من أي موقف يواجهنا معهم.
التعامل بإيجابية
وأوضح المرشد الاجتماعي أنه انطلاقاً من ذلك، ضروري جداً أن نتعامل بإيجابية مطلقة مع الآخرين، وخاصة إذا كانت تجمعنا معهم علاقة ومعرفة قديمتين، وألا نظن السوء بهم، ونلتمس لهم الأعذار بشكل دائم، ما دام ليس لهؤلاء أي غاية سيئة عندنا أو علينا، لأن الشخصية الإيجابية تتصف بالكثير من الخصال الحميدة كتقدير الذات والتفاؤل والتسامح والصدق والطموح، والعمل بصمت وحب الاستقلالية والمرونة، إضافة لاحترام الآخرين وتقديرهم.
وأكد ليس المطلوب أن نكون مثاليين بقدر ما هو مطلوب أن نكون إيجابيين فقط بتعاملنا مع الآخرين، وألا ننسى ما يقدموه لنا من خدمات من أول عثرة، فكل ابن آدم خطّاء، وأن نمنح هؤلاء الفرصة تلو الأخرى، حتى نستنفد كل الفرص والمحاولات معهم، عندها فقط نغلق الباب خلفهم ونتأكد بأنهم لن يعودوا مطلقاً، أو أننا لن نسمح لهم بتلك العودة، وختم بالقول المعروف: إن العلاقات تدوم بالتغاضي وتستقر بالتراضي.