الثورة – مها دياب:
يوم عرفة ليس مجرد يوم في التقويم الإسلامي، بل هو ذروة الرحمة والمغفرة، حيث يجتمع فيه الحجاج على صعيد عرفات، متضرعين إلى الله بالدعاء والذكر، بينما يستشعر المسلمون في كل مكان عظمة هذا اليوم، الذي يعد فرصة عظيمة للتقرب إلى الله والتطهر من الذنوب.
إنه يوم التجلي الإلهي، يباهي الله بعباده الحجاج أمام الملائكة، ويعتق فيه الرقاب من النار، كما ورد في الحديث الشريف.
مكانة يوم عرفة يؤكد الدكتور علاء الدين الزعتري لـ”الثورة” أن يوم عرفة يحمل أبعاداً روحية عظيمة، فهو اليوم الذي شهد نزول الآية في قوله تعالى: “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا”.. إعلان إلهي عن اكتمال الرسالة، في هذا اليوم، ما يعكس مكانته العظيمة في تاريخ الإسلام.
كما أنه يوم المغفرة والرحمة، وهذا ما أكده النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: “خير الدعاء دعاء يوم عرفة”، ما يدل على أهمية الإكثار من الذكر والدعاء، سواء للحاج أم لغيره.
أعمال يوم عرفة يوضح الدكتور الزعتري أن هذا اليوم المبارك يتطلب إعداداً روحانياً خاصاً، يستحب فيه، الصيام لغير الحاج، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده”.. وهو أيضاً فرصة عظيمة لمحو الذنوب وتجديد العهد مع الله تعالى.
ويفضل الإكثار من التكبير والتهليل، ويبدأ التكبير من فجر يوم عرفة ويستمر حتى عصره، وعلى الحجاج الذين يقفون على صعيد عرفات، القيام بالدعاء والتضرع حيث يكونون في أقرب موقف إلى الله، مستشعرين عظمة الرحمة الإلهية.
إحياء ليلة العيد وفي ختام حديثه، يشير الدكتور الزعتري إلى أهمية إحياء ليلة العيد بالعبادة والذكر، فهي امتداد للروحانية التي يعيشها المسلمون في يوم عرفة، وتعد فرصة أخرى للتقرب إلى الله والاستعداد لاستقبال عيد الأضحى بقلوب نقية ونفوس مطمئنة.