الشيء الجميل هو كل ما يروقنا، بحسب كانط، بينما رأى سقراط أنّ كلّ ما هو نافع يكون جميلاً، يمكن أن نصل إلى نتيجة أن ما هو نافع يُفترض أن يروقنا، والنتيجة أن كلّ جميل هو ذو منفعة.
لم ترَ في كل تلك الخلاصات إلا وسيلةً لتحصيل الحبّ.. فنحن نحبّ وفقاً لما نراه في الآخر، وغالباً ترتبط رؤيتنا بكل ما يمنحنا راحةً ومنفعةً وإحساساً بالجمال.. وبالتالي وفق مقاييسنا لهذه الأشياء يأتي شعورنا بالحبّ.
المنفعة.. الجمال.. والحبّ..علقت تلك الكلمات طويلاً في ذهنها، وصنعت حولها شبكة من تقاطعات أعادت تذكيرها بسربٍ من أشياء.. وأشخاص كانوا في أبهة من جمالٍ وفي قمة من حبّ.. لطالما تبدّت”المنفعة” بالنسبة لها وتماهت مع معنى الحاجة، فنحن بحاجةٍ إلى الإحساس بالحبّ والجمال.. هل يعني ذلك أن كلّ ما يلبي احتياجنا نراه جميلاً؟!.
علينا تطوير مجسّات تلتقط جمال من حولنا.. أو جمال من يلبي احتياجاتنا.. أو جمال من يحبّنا.. أما عن هذا الأخير.. فيختصر كل معاني الجمال النابعة من كل ما نراه نافعاً وجميلاً في عيوننا.
الحب أداة جمال بحتة.. الحبّ أداة تنقّب عن الجمال في الآخر بطرق ووسائل عفوية وليست قصدية.
وكلّما اكتشفت جماله، أحبّته أكثر، وكلّما أحبّته أكثر، عرفت مواطن جماله أكثر، مواطن جمال غير مدركة وغير منظورة.
عن هذه “الأكثر” لم تبحث.. لأنها بدت كنبع فوّار، تظهر من تلقاء نفسها، مع كل فعل، وبكل إحساس وكلمة.