الثورة – ناصر منذر
وسط تصاعد التوترات التجارية، واستمرار حالة عدم اليقين، بسبب التعريفات الجمركية الأميركية الأخيرة، حذرت وكالة الأمم المتحدة المعنية بالتجارة والتنمية (الأونكتاد) من أن الاقتصاد العالمي يسير في مسار الركود، حيث من المتوقع أن يتباطأ النمو العالمي إلى 2.3% هذا العام.
وأشار تقرير جديد أصدرته “الأونكتاد” أمس تحت عنوان “توقعات التجارة والتنمية لعام 2025 – تحت الضغط: عدم اليقين يعيد تشكيل الآفاق الاقتصادية العالمية”، إلى تزايد التهديدات، بما في ذلك صدمات السياسات التجارية، والتقلبات المالية، وتصاعد حالة عدم اليقين، مما قد يعرقل التوقعات العالمية.
ووفق موقع أخبار الأمم المتحدة، لفتت “الأونكتاد” إلى أن إجراءات التعريفات الجمركية الأخيرة تُعطل سلاسل التوريد وتُقوض القدرة على التنبؤ. ويشير التقرير إلى أن “عدم اليقين في السياسات التجارية بلغ أعلى المستويات التاريخية، وهذا يُترجم بالفعل إلى تأخير في قرارات الاستثمار وانخفاض في التوظيف”.
وقالت الأونكتاد إن الارتفاع في التجارة العالمية في أواخر عام 2024 وأوائل العام الحالي كان مدفوعا جزئيا بالطلبات المسبقة، وأنه من المتوقع أن يتلاشى هذا الزخم، أو حتى ينعكس، خلال الفترة المتبقية من عام 2025 مع دخول الرسوم الجمركية الجديدة حيز التنفيذ.
وأكدت أن عدم اليقين في السياسات التجارية يؤثر بالفعل على الشركات وقرارات التخطيط طويلة الأجل.
وأفادت “الأونكتاد” في تقريرها بأن التباطؤ سيؤثر على جميع الدول، مبدية قلقا خاصا بشأن البلدان النامية، ولا سيما الاقتصادات الأكثر ضعفا. وحذرت من أن العديد من البلدان منخفضة الدخل تواجه “عاصفة مثالية” من تدهور الأوضاع المالية الخارجية، وديون غير مستدامة، وضعف النمو المحلي.
وأشار التقرير إلى نمو التجارة بين البلدان النامية – التجارة فيما بين بلدان الجنوب – كمصدر للمرونة يوفر حماية ضد عدم اليقين المتزايد. وقال “إن إمكانات التكامل الاقتصادي بين بلدان الجنوب توفر فرصا للعديد من البلدان النامية”.
وكانت “الأونكتاد” أكدت في تقرير سابق لها، على ضرورة استثناء الاقتصادات الضعيفة والصغيرة، التي لا تؤثر أنشطتها إلا بشكل طفيف على عجز الميزان التجاري، من زيادات التعريفات الجمركية الأميركية الجديدة، وخاصة أن هذه الدول تكافح ضعف النمو وتزايد حالة عدم اليقين.
وأشارت إلى أن نظاما تجاريا عالميا قائما على القواعد عزز التجارة الدولية على مر السنين وساهم في انخفاض تدريجي ومطرد في التعريفات الجمركية، حيث جرت حوالي ثلثي التجارة العالمية دون هذه الضريبة, موضحة أن موجة التعريفات الجمركية الأكثر صرامة التي فرضتها الاقتصادات الكبرى مؤخرا تُثير مخاوف بشأن تصاعد التوترات التجارية وتأثيرها على الدول النامية.