في علاقاتنا اليومية، قد نواجه الكثير من المواقف المزعجة والمرهقة نفسياً من المحيط، لأن من حولنا أناساً ليسوا معصومين عن الخطأ، ولهذا لابدّ من التذكرأن التجاهل لبعض تلك المواقف أمرضروري من أجل الاستمرار مع هؤلاء.
والإنسان العاقل، والذي لا تحكمه العواطف، أو تحركه الغرائز هو من يبحث عن الأعذار للآخرين قبل نفسه، وذلك يجب ألا يكون فقط مجرد كلمات أو مقولات نسوّقها، بل يجب أن تطبق كأفعال.
فتصرفات البعض ممن يسببون الإزعاج قد لا تكون مقصودة بالفعل، بل هي مجرد طباع ليس إلا، ومن يمارسها لا ينتبه لنفسه، بل ويظن ذاته أنه على حق، لهذا لعل أجمل ردات الفعل أن يكون التجاهل لتلك التصرفات، أما من يمارسها عن قصد، فهو بالتأكيد سيكون معروفاً بذلك الطبع، ولابدّ من تنبيهه أكثرمن مرة، وإذا لم يستجب، عند ذلك سوف يكون هناك طرق شتى لردعه وتوقيفه عند حدّه.
هناك فرق بين من يتجاهل حدّ العمى، ويصمت إلى ما لانهاية مهما مورس عليه من سلوكيات، وهذا بالتأكيد ليس تجاهلاً بل خوفاً، وهنا فرق واضح بين التجاهل لكسب الود، والخوف لتجنب المواجهة.للبعض قد يقول قائل: إياكم واستفزاز ما بداخل البعض أكثر من الحدّ المسموح به، فبداخل كلّ إنسان بركان من المشاعر، إن ثار قد يحطم ما بداخله من كبرياء، ويحوله إلى كائن مختلف قد لا تعرف، بل وتستغرب، أن ردّة الفعل تلك صدرت عنه.
صحيح أن الحياة تحتاج أحياناً إلى تجاهل بعض التصرفات، لكن قد يفضي هذا التجاهل أحياناً لتمادي الآخرين في غرورهم وتعنيفهم البعض الآخر، وصحيح أن تجاهل بعض الأحداث والأشخاص والأفعال أو الأقوال، يجنبنا الوقوع في مشكلات نحن بغنى عنها، لكن يخشى من أن يتم فهمنا بشكل خاطئ، وتتشكل عنّا أفكاربأننا ضعاف، وغيرنا قوي قادرعلى امتهان كرامتنا في أي وقت.
لكن كحد وسط ومن باب التوازن العقلي والفكري، من الضروري أن نعوّد أنفسنا على التجاهل الذكي، فليس كلّ أمر يحتاج وقوفك كصخرة صلدة، إذ لعل تجاهلك هذا يصلح ذات البين، ولاسيما إذا كان الشخص الذي بادر نحوك بالإساءة عاقلاً ومتفهماً لوضعك النفسي والاجتماعي والمهني.