الثورة – متابعة سعاد زاهر:
تحدث توم وتوني بانكروفت، أسطورتا الرسوم المتحركة في ديزني عن الإبداع الحقيقي لرسومهم وكيف يتغذى على الشغف والمثابرة، وذلك خلال مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة، حيث اجتمع جمهور غفير من عشاق الأنيميشن لسماع تفاصيل رحلة التوأمين توم وتوني الملهمة، من أولى خطواتهما في عالم الرسم، إلى لحظة قبولهما في ديزني عام 1988، والتي وصفاها بـ”اللحظة التاريخية”، كما استعرضا خلال الجلسة، التي أدارتها فالنتينا مارتيلي، محطات فنية وإنسانية تركت أثراً عميقاً في الحضور.

– مهارة مدفوعة بالشغف:
وبدأ توني الحديث بالتأكيد على أن جذور الإبداع غالباً ما تنبت من الطفولة، مشيراً إلى أن الألوان التي زرعتها والدته في وجدانه – كالبنفسجي له والأزرق لشقيقه توم – رافقتهما طيلة مسيرتهما الفنية، وأثرت في لوحات عديدة نفّذاها خلال مشوارهما في صناعة الرسوم المتحركة. وأضاف: “كنا نظن أن الرسم مجرّد هواية، إلى أن اكتشفنا أننا نستطيع تحويله إلى مصدر دخل، وفعلاً فزنا بجائزة كبرى في بداية مشوارنا، وكان ذلك بمثابة نقطة التحوّل”.
بدوره، قال توم، الأخ التوأم لتوني: إن مسيرتهما لم تكن مبنية على التوجيه بل على التشاور، مضيفاً: “نحن لا نُملي على بعضنا ما يجب فعله، بل نتخذ قراراتنا دائماً بروح الفريق الواحد”. واستعاد ذكرياتهما مع بدايات الشغف، حين تحوّلت عطلة الصيف إلى ورشة يومية لرسم الشخصيات، حتى جاءتهما الفرصة الذهبية للعمل في أول مدرسة للرسوم المتحركة في كاليفورنيا ضمن والت ديزني، حيث أمضيا عاماً ونصف العام من التدريب المكثف تحت إشراف نخبة من أفضل المدرسين، لتبدأ رحلتهما المهنية من هناك من دون أن يخططا لها.
– تحيةً سيمفونية:
أيضاً شهدت الدورة الثالثة من “مؤتمر الشارقة للرسوم المتحركة”، احتفاءً بالإرث الفني العريق لاستوديو الأنيمي الياباني الشهير “غيبلي”، وذلك من خلال حفل بعنوان “في قلب الأنيمي: تحية موسيقية إلى ستوديو غيبلي”، قدّمته فرقة “فلورنس بوبس أوركسترا” الإيطالية، بقيادة مشتركة جمعت الملحن الياباني تاميا تيراشيما، أحد أبرز المؤلفين الموسيقيين في تاريخ غيبلي، والمايسترو الإيطالي كارلو كياريتي.
وجاءت الأمسية لتأخذ الجمهور في رحلة سمعية بصرية عبر أربعة عقود من أفلام غيبلي التي شكّلت وجدان أجيال كاملة، حيث قدّمت الأوركسترا، المكونة من 52 عازفاً، مجموعة مختارة من أشهر المقطوعات الموسيقية التي رافقت أفلام مثل “الأميرة مونونوكي”، و”جاري توتورو”، و”قلعة هاول المتحركة”، و”المخطوفة”، وغيرها من الأعمال التي ماتزال تحظى بشعبية واسعة حول العالم.
ومن أبرز ما شهدته الأمسية، كانت مقطوعة “طريق الريح” بأداء بيانو وآلات وترية، ومقطوعة “دوامة الحياة” من فيلم “قلعة هاول المتحركة” بإيقاع الفالس الواسع الذي عكس روح الحب والمغامرة في الفيلم. فيما شكّلت “أحد أيام الصيف” من فيلم “المخطوفة” ذروة الحفل، واستحوذت بألحانها الحالمة على مشاعر الحاضرين، الذين عبّروا عن تأثرهم بصمتٍ تام وانسجام كامل مع الموسيقا.