محمود هلهل.. يصوغ من البيئة البحريّة عالمه التشكيلي

الثورة – فادية مجد:
هل تخيّلتم يوماً لوحات مصنوعة من كائنات بحرية مصبّرة ومعالجة، وبقايا ومخرجات البيئة البحريّة..

هذه الفكرة نفّذها الفنان التشكيلي محمود هلهل، فقرّر تقديم فنّ مختلف، مستفيداً من خبرته بصنع الأعمال الفنيّة بالاعتماد على الخامات البحريّة.

التقت صحيفة الثورة الفنان الذي يقدّم أفكاراً خلاقة في كل مرّة لتكون أقرب إلى تلاميذه، إذ وجد في الخامات البحريّة فرصة جديدة لتقديم عمل فني- برأيه قد يكون الأول من نوعه خاصة، وأن بعض التوالف البحريّة لم يسبقه إليها أحد من قبل.

يحدّثنا عن تجربته الفنيّة قائلاً: “قدّمت أساليب فنيّة بحريّة، كفسيفساء الرمل البحري، ومجسمات التوالف البحرية والرسم بالحصى البحرية الملونة وغيرها في عالم الفن التشكيلي، وكأنها حروف تُكتب بالألوان”.

فجسد هلهل روح العاطفة والطبيعة في لوحاته، بفضل أساليبه الفريدة التي تتنقل بين عمق المشاعر الإنسانية وسحر البيئة البحريّة، وقد استطاع أن يخلق مساحة فنيّة تلامس الذائقة الجمالية وتُحدث نقلة في مفهوم الفن التعليمي وفقاً له.

ويشير هلهل إلى أن عمله لا يقتصرعلى الصدف، بل يستخدم أيضاً الرمل البحري بعدة ألوان طبيعية، يحصل عليها من مناطق وشواطئ بحرية مختلفة، لذلك تضم لوحاته رملاً بحرياً أبيض وآخرأسود، وثالث بدرجات متعددة من اللون الرملي، ويزين هذه الرمال بالأصداف المتعددة والطحالب البحرية، والمرجان، ونجوم البحر، والإسفنج، والسرطانات، وقنافذ البحر، وجلود بعض أنواع الأسماك، بالإضافة لعظام كائنات بحرية، وبحص بحري وغيرها الكثير.

ولفت إلى أن تجربته الفنية البحرية بدأت نتيجة نشاطه في مجاليّ البيئة البحريّة والفن التشكيلي، حتى أنه عمل على توثيق كائناتها ومفرداتها في الشواطئ السورية، وأطلق صفحة خاصة على الفيسبوك بعنوان :الحياة البحرية السورية (SYRIAN MARINE LIFE)، وهي أول صفحة توثيقيّة للحياة البحريّة السورية.أما تجربته الفنية بصنع اللوحات فترجع لعمله مع الأطفال كمدرس للرسم في المدارس السورية والنوادي الثقافية، ومن خلال الدروس العملية التي يقدمها لهم والأفكارالتي يبتكرها قرر تنفيذ أعمالاً فنيّة أهلته لتنفيذ معارض فنيّة في مختلف المناطق السورية.

من “الأسلوب الوجداني” الذي يختزل اللحظات الإنسانية العابرة بألوان تُثير الوجدان، إلى تحويل الكائنات البحريّة والتوالف المهملة إلى تحف فنيّة تحمل روح البحر وعنفوانه، مروراً بدمج التقنيّات اليدويّة مع الإلكترونيّة في تقنيّة هجينة تجمع بين الأصالة والحداثة.. مقدماً فلسفة فنيّة تُثري العين والرّوح، وتُعيد تعريف الحوار بين الفنان والإنسان والبحر.

الأسلوب الوجداني

أطلق هلهل الأسلوب المبتكر في الرّسم تحت مسمى (الأسلوب الوجداني) لأنه يستهدف فيه التعابيرالانفعاليّة، إذ يركزعلى تجسيد الحالات الإنسانيّة المُشبعة بالمشاعر والعواطف عبر لغة بصريّة مؤثرة، تعتمد على توظيف الألوان المتناغمة مع طبيعة المشهد المرسوم وحدّته، فتلامس أحياناً حدود الإثارة والتحدي..

تُجسّد هذه الانفعالات حالات إنسانيّة تبدو كأنها قُطعت من لحظات زمنيّة عابرة، ثم حُفظت بأمان داخل إطار لوحات هذا الأسلوب الفريد.

ويقول: “منذ أكثر من خمسة عشرعاماً أبحث عن التقنيّات والأساليب الجديدة حتى توصّلت إلى أسلوب يعتمد على تحليل المشهد وإعادة رسمه بطريقة تعتمد على البقع اللونيّة والأشكال الهندسيّة بحسب هلهل مستخدماً بذلك خامات لونيّة وتقنيّة منوّعة”.

التقنيّة الهجينة

كما يعتمد هلهل على تقنيّة الرّسم الهجين، وهي تقنيّة تدمج اليدوي والإلكتروني، ويقول: “هذه الطريقة تحافظ على روحيّة الطابع الشّخصي كونها تنقل خطوطه اليدويّة التي تكتمل مع معالجتها بالحاسوب”.

في الختام..

لابد من الاعتراف أن الفنان التشكيلي محمود هلهل استطاع بفنّه السّاحر أن يحوّل التفاصيل البسيطة إلى سيمفونيّات بصريّة، عبر مزيج فريد من العاطفة الجياشة في “الأسلوب الوجداني”، وحرفيّة تحويل التوالف البحرية إلى لوحات تُنادي بالوعي البيئي، وجرأة المزج بين الفرشاة اليدوية والرقميّة، ونجح بالفعل في خلق بصمة لا تنسى، فأعماله رسائل إنسانيّة تحيي الذاكرة الجمعيّة، وتكرّس الفن كجسر بين الإنسان وبيئته، وبتعليمه للأطفال وابتكاره تقنيات تلامس شغفهم، فالفن عنده ليس مهنة، بل رحلة لا تنتهي من البحث عن الجمال الخفي في تفاصيل العالم.

آخر الأخبار
من نار الحرب إلى ماء الحياة.. الطائرة التي قتلتنا.. تُنقذنا اليوم  مشروع تأهيل شبكة الصرف الصحي في دركوش.. خطوة نحو بنية تحتية أفضل تنفيذ اتفاق آذار.. اختبار الإرادة السياسية لإنتاج تسويات وطنية  التطوع نداء إنساني.. ورأس مال مجتمعنا السوري وعاداته المتجذرة  معن زيدان لـ "الثورة": الزراعات المنزلية لتحقيق الاكتفاء الذاتي للأسرة   خطة وطنية لإعادتها للحياة.. الحرائق تُهدد مستقبل الغابات  وزير الطوارئ رائد الصالح.. توقف النيران وبدء مرحلة التبريد.. لن نغادر قبل إخماد آخر شعلة نار ماجد الركبي: الوضع كارثي ويستدعي تدخلاً دولياً فورياً حاكم مصرف سورية المركزي: تمويل السكن ليس رفاهية .. وهدفنا "بيت لكل شاب سوري" عمليات إطفاء مشتركة واسعة لاحتواء حرائق ريف اللاذقية أهالي ضاحية يوسف العظمة يطالبون بحلّ عاجل لانقطاع المياه المستمر الشرع يبحث مع علييف في باكو آفاق التعاون الثنائي حافلات لنقل طلاب الثانوية في ضاحية 8 آذار إلى مراكز الامتحان عودة ضخ المياه إلى غدير البستان بريف القنيطرة النقيب المنشق يحلّق بالماء لا بالنار.. محمد الحسن يعود لحماية جبال اللاذقية دمشق وباكو.. شراكات استراتيجية ترسم معالم طريق التعافي والنهوض "صندوق مساعدات سوريا" يخصص 500 ألف دولار دعماً طارئاً لإخماد حرائق ريف اللاذقية تعزيز الاستقرار الأمني بدرعا والتواصل مع المجتمع المحلي دمشق وباكو تعلنان اتفاقاً جديداً لتوريد الغاز الطبيعي إلى سوريا مبادرات إغاثية من درعا للمتضررين من حرائق غابات الساحل