الثورة – همسة زغيب:
صدر حديثاً، ضمن المشروع الوطني للترجمة، روایة “وسم کساندرا”، إنَّها رواية روسية معاصرة لمؤلفها الكاتب الروسي جنکیز آیتمانوف، وترجمها الدكتور والباحث هاشم حمادي، وتضمُّ بين دفتيها 310 صفحات من القطع الكبير من إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب للعام الحالي.
يتناول الكتاب قصة راهب فضائي كتب إلى بابا روما، مُحذراً من مخاطر قدرة الجنين البشري في الأسابيع الأولى على نموه داخل الرحم، والتنبؤ بخفايا المستقبل من أجل التعبير عن موقفه من مصيره المحتمل، وتسرد الرواية سخط الجنين حيال الولادة على شكل بقعة خضابيَّة صغيرة مرسومة في جبين المرأة الحامل، وأطلق عليها “وسم كساندرا”؛ أمَّا الجنين مرسل الإشارات السلبية، فأطلق عليه اسم “الجنين الكساندري”.
تسرد الرواية كمية المشكلات، والشرور المهددة للإنسانية في عالم مضطرب مَنْ يعاني من الخلل، وفقدان النظام، وبطلتها كاساندرا العرافة المشهورة في الأساطير اليونانية، ويتوعدها أبولو أن يمنحها قوى النبوءة الخارقة إذا قبلت بحبِّه، وبعد رفضها طلب أبولو ألاّ يصدقها أحد، ولا يأخذ نبوءاتها على محمل الجد، كونه مصير الإنسان في المجتمع المعاصر الممزق في فضاء افتراضي.
إنَّ الأسطورة في أعمال أيتماتوف كانت وسيلة للتعبير عن موقفه الأخلاقي والفلسفي، كونها محاولة للنظر إلى مشاكل البشرية، من خلال منظور الحكمة المار على ظهورها قرون، وإبداع إيتماتوف يصب في اتجاه أدبي كامل ظهر في ستينيات القرن العشرين روایة “وسم کساندرا”.
الكاتب الروسي جنکیز آیتمانوف مؤلف روسي، يعتبر الكاتب الأشهر في آسيا الوسطى، توفي عام 2008م، ترجمت أعماله إلى 165 لغة في العالم، وبيعت من رواياته نسخ تصل إلى حدِّ 90 مليون نسخة، حاز على جائزتي لينين والدولة، له العديد من الروايات، والقصص، من رواياته الشهيرة “جميلة”، ” المعلم الأول”، “وداعاً يا غولساري”، “يوم أطول من قرن”، طريق الحصاد”، “النطع”، “السفينة البيضاء”، “الغرانيق المبكرة”، “شجيرتي في منديل أحمر”، “الكلب الأبلق عند حافة البحر”، عندما تتداعى الجبال”، “العروس الخالدة”، “طفولة في قرغيزيا”، “نمر الثلج”.