شــــهادات حيّــــة تــــروي المعانـــــاة في البحـــــار والأدغـــــال والمطـــــارات… الإرهاب يفرز أشكالاً من الهجرة غير الشرعية ويقطع تذاكر رحلات إلى المجهول
ثورة اون لاين:
صحيح ان بعض من عايشنا وسمعنا قصصهم وصلوا الى بلاد المهجر لكن بعضهم فشل وعاد بعد ان خسر الاف الدولارات وتعرض للاعتقال والاهانة وشاهد الموت بعينيه ومع ذلك وحسب التعبير كان اوفر حظا من الذين غرقوا او قنصتهم نيران حراس الحدود، ومع تزايد اعداد الراغبين بالهجرة وتعثر آفاق السفر الشرعي اثر الشروط والقيود الشديدة المفروضة على تأشيرات الدخول الى الدول الاوروبية والامريكية
ظهرت مافيات وعصابات متخصصة باصطياد الشباب الراغبين بالسفر بطرق غير شرعية على متن قوارب متهالكة من شواطئ ليبية او موانئ مصرية، وعبر تركيا براً الى الحدود بلغاريا واليونان بجوازات سفر ووثائق مزورة وتأشيرات وهمية تكلف مبالغ طائلة، لتشهد بين الحين والاخر صالات الوصول في المطارات مشاهد اعتقال مأساوية لمجموعة من الشباب العربي ليروي كل منهم حكايته المختلفة عن الاخر من حيث السمسار وطريقة السفر ومكان الاعتقال.
تجربة مريرة وخيبة
هذا طبيب اسنان مع مجموعة من اقاربه شكلوا مجموعة لتقليص مخاطر السفر المنفرد وجعلوا رجاءهم في السفر منعقدا على تلك الوعود التي تمسك وأهله بها لكنها قادتهم الى المجهول؟!
مكتب (س)، حسب تعبير الطبيب والمتعاملين معه هدف من اختيار اسمه بـ «س» للايحاء إلى المصابين بحمى السفر بتقديم السعادة التي سيتمتع بها المهاجر بعد الاستعانة بخدمات المكتب، وخاصة أن فريق العمل يأخذ على عاتقه الوصول إلى الدوائر الرسمية لختم العديد من الأوراق الثبوتية التي يحتاجها قاصدوا السفر، والتسعيرة بالعملة الصعبة كالتالي:
شهادة جامعية 800 $، مصدقة تخرج 800 $، كشف علامات 800 $، شهادة تخرج ثانوية 600 $، شهادة تخرج أعدادي 500 $، وثيقة دوام 500 $، رخصة، قيادة خاصة 300 $، رخصة قيادة عمومي 300 $، رخصة قيادة دولية 500 $، إخراج قيد فردي 350 $، بيان عائلي 500 $، دفتر عائلة 700 $ شهادة ميلاد 350 $، عقد زواج مصدق 500 $، هوية شخصية 300 $، لاحكم عليه 500 $، جواز سفر سوري مكفول صلاحية ست سنوات والدفع بعد الختم 2200 $، تجديد وتمديد جواز سفر مكفول والدفع بعد الختم من أي معبر 400 دولار.
وفي نهاية اللائحة السعرية أورد المكتب ملاحظة تؤكد أن كل الأوراق والمستندات أصلية ومصدقة من الدوائر الرسمية الوطنية.
عند الحدود اليونانية؟
اما هايل. س الذي اعتقد بقانونية معاملته ومطابقتها للانظمة والقوانين بعد أن زوده المعني بكل الوثائق المطلوبة فقد ضبط ومعه العشرات من الذين زودوا بوثائق رسمية كالتي بحوزته ليتم ترحيلهم من مطار القاهرة بعد ان خيرتهم السلطات هناك حسب قوله اما بالعودة الى البلد او لبنان او تركيا، فاختار هايل بلده سورية التي كانت محطته الاخيرة قبل ان يغادر الى لبنان العام الماضي، ومنها الى السويد بعد رحلة وصفها بالمغامرة حيث يقول صحيح انه نجا من الموت غرقا ومن الاعتقال الا انه شاهد الموت بعينيه اضافة الى مشقة ومهانة ومتاعب الطريق والخوف الدائم، ولا سيما عند الحدود اليونانية التي اصبحت حسب تعبيره مكمنا خطيرا بالنسبة للمهاجرين غير الشرعيين الذي يواجهون خيارات قاسية، فأما الموت برصاص حرس الحدود او الاعتقال الى اجل غير مسمى نتيجة غياب المؤسسات والمنظمات او المحامين او حتى غياب من يقوم بالترجمة، لذلك وحسب قول هايل الذي اتبع الطريقة الاسلم وهي تأشيرة شغل تم تحضيرها من قبل احد المواطنين المقيمين في لبنان مقابل مبلغ 12 الف يورو وهي طريقة باتت صعبة جدا.
اعتقال
هايل ليس الوحيد الذي اعتقل عند الحدود اليونانية فهناك من كانوا برفقته ومنهم فادي الذي سمع من المهربين الذين استلموا المجموعة من السمسار ابو عدنان كما يسمي نفسه ان الامور اصبحت مكشوفة عند الحدود اليونانية وصار امام المهربين خيارات ثلاثة اما المغامرة بحياة المهاجرين، وهذا بالطبع ليس في صالحهم لانهم لم يقبضوا كامل المبالغ المتفق عليها، واما زيادة التسعيرة على المهاجر، او التحرك عبر مسارين من خلال السفر من تركيا الى بلغاريا وبعدها الى دول البلقان وايطاليا واوروبا الغربية، وفي المسار الثاني يعبر المهاجرون رومانيا الى المجر او النمسا والتشيك والمانيا وفي كلا المسارين تكون تركيا هي الجسر البري ونقطة الارتكاز التي يختارها المهاجرون لمواصلة رحلتهم الى بلغاريا او اليونان، حيث يقضي المسافر عدة ايام لترتيب الامور مع المهرب المدعو يحيى «سوري الاصل» المقيم في استانبول الذي يعرف عن نفسه أنه تركي؛ لأنه يتقن اللغة التركية لكنه يتحدث مع المهاجرين باللغة العربية، ليتم اخذهم من اضنة مسافة تقارب 10 كيلو مترات داخل الاراضي التركية وغالبا ما تكون الرحلة مشيا على الاقدام وعبر الغابات والادغال على الحدود التركية البلغارية.
تجارب أخرى
تامر طالب هندسة مدنية سنة ثالثة من قرى حمص ومقيم في دمشق، عايش مغامرات كثيرة ابان محاولاته السفر الى امريكا حيث يقيم والده منذ فترة طويلة ورافقته في مغامراته شقيقته، وهي طالبة في الهندسة سنة رابعة وشقيقه الاصغر، وهو طالب في الثانوية العامة ووالدته معلمة في احدى مدارس دمشق، وروايته باختصار: منذ عام 2012 بدأت محاولات السفر عن طريق احد السماسرة الذي اتفق مع والده في امريكا أن ينال كامل اتعابه بمجرد وصول العائلة الى هناك لتبدأ القصة بالسفر الى تركيا للاقامة فيها لمدة عشرين يوما دون ان تسفر المحاولة عن أي نتيجة، ثم جاءت المحاولة الثانية من خلال السفر الى مصر والبقاء فيها لاكثر من شهر الا ان الاوراق والمستندات المطلوبة لم تؤمن كما يجب، فعادت العائلة من جديد الى دمشق وبدأت المحاولة الثالثة، والتي ضبط فيها تامر في مركب صيد على متنه اكثر من مئة شخص اغلبهم مواطنين قبل محاولتهم السفر الى ايطاليا عبر سواحل الرشيد بمصر مقابل 300 دولار لكل منهم لقاء عملية النقل، وكان المعني بنقل تلك المجموعة شخص يسمي نفسه ابو حماد والذي يشترك حسب اقوال تامر مع مجموعة كاملة تخصصت بنقل الشباب بطريقة غير شرعية مقابل مبالغ مالية، عاد اثرها تامر الى دمشق ومنها الى لبنان التي غادرها متجها الى النيجر والبقاء فيها لمدة عشرة ايام دون أي نتيجة لعدم اكتمال الاوراق المطلوبة، اما المحاولة الرابعة فقام بها منفردا دون عائلته، عن طريق نهر ادرنة فاليونان لكنها لم تنجح، فبقي في تركيا ليعيد المحاولة مشيا على الاقدام عبر الغابات متجها الى بلغاريا، حيث ضبط من قبل حرس الحدود بعد ان اجتازت المجموعة الحدود البلغارية وتمت اعادته الى بلده.
بعد هذا الفشل والتعرض للاعتقال والنجاة من رصاص الحراس قرر تامر إلغاء مشروع السفر ومتابعة دراسته الجامعية وترك دمشق ليعود الى قريته في حمص، واثناء تواجده فيها تعرضت القرية لوحشية الارهاب التي عايشها الطالب عندما حوصر لاكثر من شهر وليعود الى دمشق بعد ان طهر بواسل جيشنا القرية من رجس الارهابيين، لكنه عاد لفكرة السفر بعد مشاهدته وحشية دعاة الحرية وظلاميتهم وزاده اصرارا على السفر خوفا على نفسه وعلى عائلته، فكانت محاولته الخامسة حين عبر لبنان وبعد اقامة لمدة ثلاثة اشهر تم خلالها استكمال جميع الوثائق المطلوبة للسفر الا ان وثيقة طارئة اعترضت سفره فجوازه انتهت صلاحيته حسب شروط السفر، فعاد الى دمشق لاستصدار جواز سفر جديد وعاد الى لبنان التي مكث فيها اسبوعين مغادرا اياها برفقة عائلته الى امريكا حيث سجن وشقيقه وشقيقته ووالدته فيها مجددا لمدة يومين.
وعن رحلته يقول تامر تنوعت التنقلات ما بين البحر والبر والجو، واما الاسعار فيذكرها تامر قائلا: كان الاتفاق في بداية الامر 10 الاف دولار ومع الصعوبات التي واجهتنا والتأخير وكثرة التنقلات والاقامات في دول عدة ارتفع المبلغ الى 12 الف يورو تقريبا عن كل شخص.
باسم من ريف دمشق الذي اتفق مع احد المكاتب في تركيا للسفر برفقة ابنته الكبرى فاديا ليتمكنا بعد محاولات عدة من الوصول الى هولندا حيث يقيم الان وبدأ معاملة لم الشمل لعائلته، إذ ان زوجته وولده الصغير لم يرافقاهما في تجربتهم الاولى التي بدأت اولى المحاولات عبر سمسار تركي سلمهم بدوره الى مهرب اخر بعد ان اقاموا هناك اكثر من اسبوع ريثما رتبت امور التهريب على متن مركب انطلق من ازمير ليلا لكن المحاولة بائت بالفشل بعد ان تعطل المركب في عرض البحر وبقي باسم وابنته فيه عرضة للغرق، لولا ان ساعدهم صيادون صباح اليوم التالي واعادوهم الى الشاطئ، حينها بدل باسم المكتب واتبع اسلوباً اخر فابنته معه ولا يريد المغامرة ليجد الحل عند مكتب آخر من خلال تامين تأشيرات دخول الى اوكرانيا وبولندا عبر سفارتهما الموجودة في لبنان، ومنها يصبح الوصول الى هولندا سهلاً وهذا ما كان رغم ان المبالغ التي كان قد دفعها للسمسار الاول ضاعت وارتفعت التسعيرة الجديدة حسب تعبيره لتصبح 10000 يورو لكل شخص وباع الكثير من ممتلكاته لتامينها، لكنه غير نادم ويعمل الان على اجراءات لم الشمل ليتمكن من اخذ ما تبقى من عائلته، مؤكدا ان اموره نظامية تماما حيث دخل لبنان ثم الى تركيا وفق الانظمة والقوانين.
ومن ازمير التركية قرر منتصر القيام بهجرة غير شرعية على متن يخت يتسع لعشرة ركاب إلى أوربا، حيث تبلغ تكلفة الرحلة 2250 يورو، والمبلغ غير قابل للنقاش والدفع بعد الوصول، على أن يتم تأمين وصول المبلغ إلى مكتب س فرع استنبول أو أزمير؟! ويضيف منتصر، إن شرط الدفع بعد الوصول، يزيد من الضمانات، ويوضح أن بعض الاصدقاء أكدوا له سلامة الوصول إلى أوروبا، إذ تحدد عدد ركاب كل يخت بـ 10 أشخاص فقط، لكن المشكلة الكبرى برأيه تتمحور حول المخاطرة بقطع مسافة كبيرة تبلغ مئات الاميال بقارب صغير لا يصلح لأكثر من الإبحار بين طرطوس و أرواد؟!
أما فيصل وعائلته فاتبعوا الطريق الاسلم حسب تعبيرهم، اذ دخلت الام وابنها الى لبنان في العام 2013 لمدة شهر استطاعوا خلاله ان يسجلوا انفسهم على قائمة السفارة الكندية كعائلات مقيمة دائمة في لبنان بوثائق نظامية تخولهم العودة مستقبلا الى البلد وفي تموز من العام الماضي دخلت الاسرة مجددا الى لبنان بشكل كامل، واتخذت لنفسها منزلا خاصا وحظي الابناء بوظائف لدى جهات ومنظمات في لبنان، ما وفر كل الشروط المطلوبة عند كشف السفارة الميداني لاوضاعهم، وعلى اثرها نالوا تأشيرة السفر لتستقر العائلة حاليا في كندا.
دخول غير شرعي
وبالعودة الى سجلات المغادرين عند الحدود اللبنانية السورية تؤكد بيانات الحركة ان جميع الاسماء قد دخلت لبنان بشكل شرعي وحسب الانظمة والقوانين المتبعة بحركة الدخول والخروج، ما يعني ان جميع الامور والحجوزات والتأشيرات او الفيزا تمت داخل لبنان، وعن اسباب دخول لبنان كان البعض يعلل السبب بغية السفر من مطار بيروت، مظهرا بطاقات طائرة مصدرها مكاتب وشركات طيران في دمشق.
مدير مكتب احدى شركات الطيران قال: نتعامل مع الحجوزات حسب نظام الشركة من حيث الاوراق والمستندات المطلوبة كالثبوتيات والجوازات وغيرها فمن احضر هذه الوثائق سيتم حجز بطاقة طائرة له وحسب رغبته والعديد من الزبائن يرغبون بالسفر من مطار بيروت بحجة انه آمناً، وبالتالي لا علم او دراية لنا أن طالب الحجز او البطاقة يخطط للسفر بطريقة غير شرعية لدولة ما لاننا كشركة طيران لا نستطيع ان نتعامل مع الزبون بسوء نية، فمهمتنا تنحصر بحجز بطاقة طائرة لمن توفرت لدية المعطيات والثبوتيات المطلوبة وهذا ما نحرص على تنفيذه بكثير من الدقة والحذر وطريقة التعاطي مع المستندات المطلوبة.
حسب مصدر معني على الحدود السورية اللبنانية: يتم التعامل مباشرة مع حالات المخالفة -ان وجدت- وانه لا مجال للدخول او الخروج من المعابر الرسمية الا بالطرق القانونية المتعارف عليها ومن لديه مخالفة باحد شروط الدخول او الوثائق المطلوبة تتم اعادته على الفور قبل دخوله الحدود، ولكن ذلك لا يعني حسب المصدر ذاته عدم وجود دخول غير شرعي فالحدود كبيرة جدا ومن دخل من المعابر غير الشرعية اوتسلل بين الجبال والبساتين والجرود لا يمكن ضبطه ومثل هذه الحالات كثيرة جدا ولا يمكن حصرها او التعامل معها الا اذا اضطر المتواجد داخل لبنان او احدى الدول المجاورة للعبور عبر الدوائر والطرق الرسمية، وهذا ما يستبعده ابناء المناطق الحدودية ذاتها الذين يؤكدون امكانية الدخول والخروج الى لبنان أي وقت كان ولاي شخص، وخاصة أن العديد من الامانات والمعابر الرسمية اقفلت او توقف العمل فيها واستعيض عنها بمعابر ذات رقابة بسيطة، كأمانة جوسة التي توقف العمل فيها منذ سنوات ليستعاض عنها بمعبر تهريب يسهل دخول وخروج الاشخاص والاليات منه رغم وجود جهات معنية عليه حيث يكتفى بتسجيل اسماء الداخلين او الخارجين وارقام سياراتهم دون أي رسوم رسمية او تذاكر دخول نظامية وهو حال فرضته الازمة والاعمال الارهابية التي طالت المنطقة ومركزها الحدودي.
رحلة إلى المجهول
بين غارق وجثة مجهولة لفظتها امواج البحر او ناج بصعوبة من رصاص حرس الحدود او غرق قارب متهالك استغل مالكه رغبة الكثيرين بالسفر فحوله الى تايتنك، محملا على متنه مئات الشباب ليتركهم يصارعون الموت، وما بين سمسار ومهرب ووسيط غايته جمع ثروات على حساب احلام الشباب باتت قضية الهجرة غير الشرعية مشكلة تؤرق الدول المستقبلة لهؤلاء المهاجرين، وتقلق الشباب انفسهم بعد ان صورهم البعض كمجرمين وفارين، ما يجعل من الاهتمام بها ضرورة ملحة، ودراسة كافة الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تدفع بالشباب للمغامرة بمستقبلهم وارواحهم ونشر حملات التوعية بين شبابنا بعد ان غاب عن ذهنهم ان الارهاب يحتاج للمواجهة لا الهروب وأن ما تشهده الساحة الدولية اليوم يثبت انه ما من مكان بعيد عن الارهاب الذي يعمل على تفتيت المجتمع وتشتيت ابنائه. بهذه الكلمات توصّف المحامية والناشطة والحقوقية سمر اللحام عمل المكتب، ولجوء المهاجرين إليه.. و تشرح اللحام: «تقطعت سبل الحياة أمام اللاجئين، فهم بحاجة إلى أوراق ثبوتية ليكملوا رحلة حياتهم». وان حمى الهروب التي اصابت معظم طالبي الهجرة، سببها، حسب اللحام، الظروف القاسية، «لا ألوم الزبائن على الاستعانة بخدمات هذا المكتب أو سواه، كما لا ألوم هذا المكتب أو أي مكتب يعمل في هذا النطاق على تحقيق الفائدة المتبادلة، ولفتت إلى ضرورة أخذ الحيطة و الحذر لأن من يخوض غمار هذه الرحلة المحفوفة المخاطر في كل جزء منها قرر أن يحرق كل مراكب العودة، وهذا أمر بحد ذاته له عواقب سيدفع ثمنها حرمانه بالدرجة الأولى من وطنه».
وتختم بقولها: «على أمل أن يكون المكتب صادقا في خدماته، وألا يستغل حاجة من يلجأ إليه.
تحقيق: ملحم الحكيم – موسى شماس