الثورة – مجد عبود:
في خطوة وُصفت بالمفصلية، أعلنت منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) عن حلّ نفسها واندماجها الكامل ضمن الهيكل المؤسساتي للدولة السورية، بعد أكثر من 11 عاماً من العمل الميداني الإنساني خلال الحرب.
جاء الإعلان خلال مؤتمر صحفي رسمي عقد في دمشق، تحدث فيه كل من وزير الطوارئ والكوارث رائد الصالح، ومدير الدفاع المدني منير مصطفى
في كلمته الافتتاحية، قال وزير الطوارئ والكوارث، رائد الصالح:
“اجتمعت فرق الدفاع المدني في عام 2014 لتأسيس مظلة وطنية للاستجابة والبحث والإنقاذ. واليوم، بعد أكثر من عقد، نعلن اندماج المنظمة بالكامل ضمن الوزارة، وفقاً للميثاق الإنساني الذي انطلقت منه.”
وأشار الصالح إلى أن عدد كوادر الدفاع المدني يُقدَّر بنحو 3750 عنصراً، سيتم دمجهم تدريجياً ضمن مؤسسات الدولة، عبر لجان قانونية وتقنية متخصصة. وأكّد أن المشاريع الحالية ستُستكمل، مع تقييم جديد لاحتياجات المرحلة القادمة.
وعن التمويل، أوضح الوزير أن “الدعم الدولي الذي كانت تتلقاه الخوذ البيضاء بصفة منظمة مجتمع مدني سيتوقف تدريجياً”، مشيراً إلى أن التمويل المستقبلي سيكون عبر القنوات الحكومية الرسمية، بما يضمن الشفافية والتنظيم.
ورداً على سؤال حول مصير المفقودين، قال الصالح إن عدد المفقودين في سوريا يُقدَّر بنحو 140 ألف شخص بحسب منظمات حقوقية، مشيراً إلى أن الأرقام الفعلية قد تكون أعلى. وأعلن أن هيئة شؤون المفقودين – المُحدثة بمرسوم رئاسي – ستتولى هذا الملف بالتعاون مع فرق الدفاع المدني، لضمان العدالة والكشف عن مصير الآلاف.
كما كشف الوزير عن التحضير لإطلاق مركز وطني لمكافحة الألغام، مؤكداً أن هذه الألغام لاتزال تمثّل تهديداً يومياً لحياة السوريين، وستتم معالجتها بخطة وطنية شاملة بالتعاون مع الجهات المعنية، بما فيها نقابة المهندسين.
اختتم الصالح المؤتمر برسالة قال فيها: ” كنا نرتدي الزي الميداني لننقذ الأرواح، واليوم نرتدي البذلة الرسمية لنصون الحياة. لن نتخلى عن مهمتنا، بل ننتقل بها إلى مستوى مؤسساتي يليق بتضحيات شعبنا”