الثورة:
جدّدت ألمانيا التزامها بمواصلة العمل على دعم برامج إزالة الألغام والذخائر غير المتفجرة في سوريا، مؤكدة أن هذه الخطوة هي إنسانية بالدرجة الأولى، لإنقاذ الأرواح وتسهيل عملية إعادة الإعمار.
جاء ذلك على لسان المبعوث الألماني الخاص إلى سوريا ستيفان شنيك، عبر تغريدة نشرها اليوم على على حسابه في منصة “X”، موضحا أن الألغام المنتشرة تهدِّد حياة أعداد كبيرة من السوريين، الأمر الذي يدفع برلين إلى تكثيف دعمها لبرامج الإزالة.
وفي السادس والعشرين من أيار الماضي، كان شنيك قد أكد في تغريدة مماثلة، دعم بلاده جهود إزالة الألغام في سوريا، مع استمرار سقوط ضحايا مدنيين ومتطوّعين جراء انفجار الألغام ومخلّفات الحرب في مختلف المناطق. وقال حينها:” “أخبار مفجعة من شرق ‎حمص ودير الزور، تزداد خسارة أرواح المدنيين، بسبب الألغام ومخلفات الحرب السورية الطويلة”.
وأضاف أن “عدد الضحايا في ٢٠٢٥ يُثير القلق. وتتطلب حماية المدنيين جهوداً عاجلة ومنسقة لإزالة الألغام”. ومنذ مطلع العام الحالي، سجّلت سوريا ارتفاعاً حاداً في عدد ضحايا الألغام والذخائر غير المنفجرة في العديد من المناطق، ولاسيما في محافظة ادلب، في حين يؤكد الدفاع المدني باستمرار أن مخلفات النظام البائد تشكل تهديداً طويل الأمد وخطيراً على حياة المدنيين، ويوضح بأن فرقه الهندسية، تواصل باستمرار عمليات إزالة الألغام والتوعية، بهدف خلق بيئة أكثر أماناً ودعم عودة الاستقرار إلى المناطق المتضررة.
وفي السياق ذاته، أعلنت منصة “ألمانيا للسلام والعمل الإنساني” التابعة لوزارة الخارجية الألمانية، أن برلين تشارك بنشاط في تعزيز الأمن عبر التعاون مع منظمتي HI_Deutschland و The HALO Trust مبيِّنة أن الألغام والذخائر غير المنفجرة تشكّل “خطراً مميتاً” على ملايين السكان، سواء ممّن بقوا داخل البلاد أو أولئك الراغبين في العودة إلى ديارهم.
وفي السادس والعشرين من نيسان الماضي، أعلن القائم بالأعمال في بعثة الاتحاد الأوروبي لدى سوريا، ميخائيل أونماخت، ، أن الاتحاد سيموّل أنشطة إزالة الألغام داخل سوريا، مشيراً بعد زيارة لمدرستي داريا الأولى والثانية في ريف دمشق إلى أهمية برامج التوعية بمخاطر المتفجّرات داخل المدارس.
وكانت منظمة «هيومن رايتس ووتش» وثقت استشهاد أو إصابة أكثر من 600 شخص، بينهم نساء وأطفال، منذ كانون الأول 2024، نتيجة الألغام الأرضية التي استخدمها النظام البائد على نطاق واسع في البلاد.
وسبق للجنة الدولية للصليب الأحمر، أن أشارت إلى أن وتيرة الإصابات المسجلة منذ بداية عام 2025 تنذر بتفاقم أكبر. موضحة أنه تم تسجيل أكثر من 500 إصابة جديدة خلال الربع الأول من عام 2025، مقارنة بـ388 حادثة و900 إصابة و380 وفاة خلال عام 2024، معظمهم من الأطفال.
وكان فريق تابع للأمم المتحدة نفّذ في 19 أيار الجاري، نشاطاً توعوياً في مدينتي حلفايا وتل ملح بريف حماة الشمالي، بهدف توعية المجتمع المحلي بمخاطر الألغام ومخلفات الحرب، وذلك بالتنسيق مع مكتب العمل الإنساني.
ومع تزايد الخسائر البشرية والمادية بسبب الألغام، تؤكد منظمة هيومن رايتس ووتش، على ضرورة إزالة المتفجرات التي خلفتها الحرب حتى يتمكن الناس من العودة إلى مجتمعاتهم والعيش بأمان فيها، والانخراط في أنشطة حيوية لسبل عيشهم، مثل الزراعة.