الثورة – هيثم قصيبة:
على الرغم من النهوض الخدمي الذي تشهده مدينة اللاذقية بعد سقوط النظام البائد، إلا أننا لمسنا من خلال جولة ميدانية بالمدينة استمرار وجود بعض الصور السلبية التي تستوجب المعالجة قبل قدوم الموسم السياحي، كالصورة المزعجة المعرقلة لحركة المارة والمشهد البصري، وهي إشغالات الأرصفة، وتتجلى منعكساتها وتظهر بكل وضوح في الشوارع الرئيسية الواقعة بمركز المدينة كشارع أبي فراس الحمداني وشارع عبد الرحمن الغافقي، وشارع سوق العنابة المركزي، والشارع الرئيسي لحي الزراعة.
وعادت ظاهرة الإشغالات على أرصفة هذه الشوارع وهذه الإشغالات الفوضوية الناجمة عن عودة باعة الرصيف، وتحولت إلى لعبة قط وفأر بين مجلس المدينة والباعة، فعند قدوم دوريات المكافحة يتبخر الباعة، وفور مغادرتهم يعود الباعة إلى مواقعهم على الأرصفة.
ويؤكد لـ”الثورة” صاحب محل تجاري مطل على شارع أبي فراس الحمداني، أن الباعة يبيعون مختلف السلع لكن أكثر السلع التي يتم بيعها المعلبات والمكسرات بأنواعها ومختلف أصناف البسكوت والخضار والفاكهة ويستحوذون بشكل كامل على الرصيف المجاور لمحلي ما يعرقل الحركة ويتسبب بفوضى نتيجة الضجيج والصراخ، ويضيف: لقد طلبنا من البلدية نحن أصحاب المحال التجارية معالجة هذه الظاهرة ونأمل الحل لها.
وأيضاً رصدنا ظاهرة أخرى وصورة مؤلمة بجوار مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل التي من مهامها ووظائفها محاربة هذه الصورة المتمثلة بتزايد أعداد الاطفال الصغار الذين يبيعون على الأرصفة، وهذا يشير إلى استفحال البؤس والفقر، مع العلم أن هؤلاء الأطفال مكانهم المناسب هو المدارس وليس أرصفة الشوارع.
وثمة صورة أخرى مرتبطة بالصورة السابقة من انتشار عدد كبير من المتسولين الذين فرضت عليهم ظروف القهر الاجتماعي اللجوء إلى هذه الطريقة غير الإنسانية لتأمين احتياجات العيش وظاهرة التسول تحتاج إلى اهتمام ملموس وفعال من الجهات المعنية بهدف علاجها.
ولاحظنا بعض باعة الدخان العربي الذين يقبعون على رصيف الشارع المجاور للمديرية ويبيعون هذا الدخان بالكيلو لكي يتكسبون رزقهم.
ويقول سعد ابراهيم- بائع دخان عربي فلش: إنه ينتظر الرزق منذ الصباح الباكر ويتحمل أجواء الطقس في أيام الحرارة والبرودة حيث يضع كرسياً مهترئاً يجلس عليه ليجني ما يسد رمقه.. ويشكو لنا من تراجع البيع وكساد سلعته نتيجة توفر الدخان الأجنبي وبأسعار رخيصة منافسة على الأرصفة.
ومن الصور المؤلمة التي لا تسر الخاطر صورة تراكم القمامة بجوار الحاويات وتمددها نظراً لظاهرة النبش والنكش التي يقوم بها مجموعة من الأطفال، وقد امتهنوها كمصدر للتكسب والارتزاق.
وظاهرة النباشين الذين يقومون بنبش القمامة ورميها خارج الحاويات تستحق المعالجة الفورية قبل قدوم الموسم السياحي.
فمدينة اللاذقية هي محط أنظار السائحين وتحسينها الخدمي ودعمها من الجانب الاجتماعي والاقتصادي سيساهم في إعادة الرونق والألق والجاذبية.