الثورة – عبدالغني العريان :
استضافت غرفة تجارة حلب يوم أمس الثلاثاء، وفداً من منظمات المجتمع المدني التركية، في لقاء جمع رئيس مجلس إدارة الغرفة محمد سعيد شيخ الكار وعدداً من أعضاء المجلس، مع رئيس اتحاد الأناضول تورغاي آلدمير، ووقف بلبل زادة والوفد المرافق، في مقر الغرفة لتعزيز التعاون الاقتصادي والإنساني بين الفعاليات السورية ونظيراتها التركية.
استعرض شيخ الكار مضامين الاجتماع الأخير جمعه بوزير الاقتصاد التركي عمر بولات، والتفاهمات، وأبرزها توحيد الضرائب والرسوم الجمركية على بعض السلع المتبادلة بين البلدين، وتسهيل دخول المواد نصف المصنعة إلى السوق السورية، وإيجاد آليات لدخول رجال الأعمال عبر تأشيرات أو تصاريح خاصة.
وأكد رئيس الغرفة أهمية هذه الخطوات في تحريك عجلة الإنتاج المحلي ودعم القطاع الصناعي المتضرر، مضيفاً أن التعاون مع منظمات المجتمع المدني يمكن أن يلعب دوراً رديفاً للجهود الرسمية في دعم التعافي الاقتصادي.
تقديراً للجهود الإنسانية التركية
عبر رئيس غرفة التجارة عن تقديره العميق لما تقوم به الجمعيات والمنظمات الإنسانية التركية من مبادرات على المستويين الإغاثي والخدمي، واستقبال تركيا ما يزيد على أربعة ملايين سوري خلال السنوات الماضية، وفرت لهم الحماية والخدمات في ظروف إنسانية دقيقة.
وأشار شيخ الكار إلى أن العلاقات بين الشعبين السوري والتركي تتجاوز الاعتبارات السياسية، وتستند إلى روابط تاريخية واجتماعية متجذرة، داعياً إلى استثمارها في مشاريع مشتركة تعود بالنفع على الطرفين.
من جهته، أوضح تورغاي آلدمير أن منظمات المجتمع المدني التركية تعمل على تحسين واقع البنية التحتية في المناطق السورية من خلال تنفيذ مشاريع تشمل شبكات الصرف الصحي، ترميم المدارس، تجهيز الحدائق العامة، ودور العبادة، والمؤسسات الخدمية، بما يسهم في خلق بيئة مستقرة تشجّع على العودة الطوعية والكريمة للاجئين السوريين من الخارج.
وأضاف أن هذه المشاريع تنفذ بالشراكة مع المجتمع المحلي، وتهدف إلى تحقيق استقرارمستدام بعيداً عن الحلول المؤقتة، مؤكداً حرص منظمات المجتمع المدني التركية على التعاون مع الفعاليات السورية في الداخل، لا سيما في حلب التي تمثل مركزاً اقتصادياً وثقافياً مهماً.
حضر اللقاء عدد من الشخصيات البارزة في الجالية السورية بتركيا، من بينهم ، رئيس الجالية السورية في غازي عنتاب مصطفى الحسين ومدير منظمة الرحمة الكويتية في تركيا جمال مصطفى ومؤسس الرابطة السورية في غازي عنتاب نبيل أبو صالح جرى بحث آفاق التعاون بين رجال الأعمال السوريين في المهجر والقطاع التجاري داخل سوريا.
وأكد المشاركون أهمية استمرار اللقاءات وتفعيل فرق العمل المشتركة بين الطرفين لمتابعة الملفات الاقتصادية والإنسانية، مع ضرورة ضمان الشفافية والفعالية في تنفيذ المبادرات والمشاريع المشتركة.
واختتم اللقاء بالتوافق على تعزيز التواصل وتكثيف التنسيق بين الغرفة ومنظمات المجتمع المدني التركية، من خلال مقترح لتأسيس إطار تنسيقي مشترك يُعنى بمتابعة الملفات المطروحة، ووضع جدول أعمال للمرحلة القادمة يتضمن آليات واضحة للعمل، بما يحقق توازناً بين المصالح الاقتصادية والاحتياجات الإنسانية.
وتثمر اللقاءات بداية مسار جديد من التعاون القائم على المصالح المتبادلة، في وقت تبرز فيه الحاجة إلى مبادرات عملية تسهم في تحسين الوضع المعيشي والاقتصادي، وتمهد لعودة تدريجية للاجئين من الخارج.
تسعى غرفة التجارة نحو الانفتاح على الشراكات الإقليمية وتفعيل قنوات التنسيق مع الفاعلين في المجالات الاقتصادية والتنموية، في وقت تشهد فيه المنطقة حراكاً متصاعداً بشأن ملفات إعادة الإعمار وتهيئة بيئة العودة للاجئين.