الثورة – نور جوخدار:
شهد ملتقى فرص العمل لذوي الإعاقة في يومه الأول مشاركة واسعة من ممثلي وزارة الخارجية الفنلندية، وهيئات دولية، ومانحين، ومديري شركات قطاع خاص، وهيئات حكومية، ومنظمات غير حكومية، إلى جانب عدد من الجمعيات المعنية بذوي الإعاقة، وخبراء في مجالات التوظيف والتدريب المهني، إضافة إلى العشرات من الأشخاص ذوي الإعاقة الذين قدموا من مختلف المحافظات السورية للمشاركة في جلسات التدريب، ولقاءات التوظيف، والاطلاع على الفرص المتاحة.
9 جمعيات متخصصة
وفي تصريحات خاصة لصحيفة الثورة، أكد رئيس مجلس تنسيق منتدى منظمات غير حكومية في سوريا، محمد لؤي حباب، أن المنتدى يضم 29 جمعية على مستوى القطر، بينها 9 جمعيات متخصصة بقضايا ذوي الإعاقة أو ذوي احتياجات الخاصة في مختلف المحافظات، مثل الرقة وحلب واللاذقية وحماة وحمص ودمشق.
وأضاف: إن أهمية مشاركتهم اليوم في هذا الملتقى من أجل تدعيم وتدريب وتأهيل هذه الجمعيات، وتعزيز التشبيك فيما بينها، بهدف خدمة الشباب وتمكينهم اجتماعياً، ورفع نسبة توظيف ذوي الإعاقة من 3 إلى 7 بالمئة، بما يتماشى مع احتياجات المجتمع وسوق العمل.
من جانبه، أكد الصحفي علي عويرة- أول صحفي كفيف في سوريا، أن حضوره جاء انطلاقاً من قناعته بدور الإعلام في دعم قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، وتسليط الضوء على حقوقهم واحتياجاتهم.
ووجه عويرة من خلال “الثورة” نداءً إلى السيد الرئيس أحمد الشرع، دعا فيه إلى ضرورة تمكين ذوي الإعاقة وإفساح المجال أمامهم للمشاركة في العمل السياسي والاقتصادي، وتخصيص مقاعد لهم في البرلمان السوري، معتبراً أن وجود ممثلين عن ذوي الإعاقة تحت قبة البرلمان هو السبيل الأمثل لإيصال صوتهم إلى صناع القرار وإلى العالم أجمع.
بدوره، أوضح وليد حكيم- قسم الموارد البشرية في بنك بيمو السعودي الفرنسي، أن مشاركة البنك في الملتقى تأتي في إطار التزامه بالمسؤولية الاجتماعية، وبناءً على دعوة من المنظمة الإغاثية الفنلندية ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
التشبيك مع ذوي الإعاقة
ولفت إلى أنهم يحرصون من خلال هذا الملتقى على التشبيك مع الأشخاص ذوي الإعاقة المؤهلين للتوظيف ضمن كوادر البنك، وتجهيز بيئة عمل مناسبة لهم، كما أنهم يعملون على استقطاب الكفاءات وتطوير من ليست لديهم خبرات أو مؤهلات كافية في عدة مجالات مثل برامج Excel وPower Point والعمل المصرفي، عبر برامج تدريبية وتأهيلية خاصة.
من جهتها، أكدت مدير مشاريع الحماية والتعليم في منظمة “كوبي” الإيطالية، يارا الشاطر، أن مشاركة المنظمة في الملتقى تأتي انطلاقاً من التزامها بدعم قضايا ذوي الإعاقة والمساهمة في برامج التوظيف والتدريب، وتشبيك ذوي الإعاقة مع سوق العمل.
وأوضحت أن المنظمة تعمل على توفير فرص العمل التطوعي للأشخاص ذوي الإعاقة في محافظات حلب ودرعا، ضمن عدة قطاعات، تشمل الحماية، التعليم، الأمن الغذائي، الزراعة، سبل العيش، والتعافي، بالإضافة إلى برامج التمكين الاقتصادي والاجتماعي وتعزيز العدالة الاجتماعية.
ومن المشاركات أيضاً في الملتقى، أوضحت سناء عبد الرحمن صالح، من ذوي الإعاقة، والقادمة من محافظة إدلب، أن مشاركتها جاءت بحثاً عن فرصة عمل تحقق لها الاكتفاء الذاتي، وتمكنها من الاندماج بشكل أفضل في المجتمع.
وبيّنت أنها تعمل في الخياطة وصناعة الصوف، وسبق أن شاركت في جلسات توعية وتدريبات مهنية، معربة عن أملها في أن يسهم هذا الملتقى في فتح آفاق جديدة أمام الأشخاص ذوي الإعاقة للحصول على فرص عمل لائقة، تضمن لهم دوراً فاعلاً في المجتمع.