لسنا طيور شوك

ثورة اون لاين – خالد الأشهب

يتردد الكثير من المفاهيم والمصطلحات اليوم, ويتداول في أجوائنا السياسية والإعلامية كما لو أنها أحجيات أو ألغاز عصية على الفهم، أو هي ذات معايير ثابتة غير نسبية،
ويمكن سحبها على جميع اللاعبين السياسيين من دون أي اعتبارات خاصة بكل لاعب من حيث أهدافه البعيدة والمخططة ومن حيث حجمه وأدواته وغير ذلك، فنقاربها بطريقة واحدة، ونقيمها بالطريقة ذاتها ونصدر أحكاماً عمياء عليها، فنساوي قسراً بين هؤلاء اللاعبين كما نساوي بين البيادق على رقعة الشطرنج!‏

فإن لم تحقق أميركا الديمقراطية في العراق أو أفغانستان مثلاً يقل البعض منا: لقد أخفقت السياسة الخارجية الأميركية، وكما لو أن ادعاء أميركا بتحقيق الديمقراطية إياها هو هدفها الحقيقي ونحن صدقنا ذلك على طريقة: إذا قالت حذام فصدقوها فإن القول ما قالت حذام، لا بل يذهب البعض مذهباً مغالياً في توصيف الإخفاق إلى إطلاق حكم «الهزيمة».. رغم أن أميركا دمرت العراق وأفغانستان وقتلت شعبيهما ونهبت ثروتيهما وعطلتهما عشرات السنين، وإن استدارت أميركا هنا أو هناك وبدلت سياساتها وحسنت ألفاظ خطابها، ولو بزلة لسان عابرة، قال هذا البعض والتمس العذر لها بالقول : إن أميركا «اكتشفت» أخطاءها.. وكما لو أنها كانت غافلة عن أخطائها وعن ظلمنا معاً، وهي لا بد ستتحول وستتبدل بما يرضينا ويرضيها!‏

طريقة كهذه في تفسير ما تقوله أو تفعله سياسات أميركا بمقاييس ومعايير ما تعلنه ألسنة قادتها، أحرى بالأميركيين أنفسهم استخدامها إذ يلتمسون العذر لبلادهم وقادتهم في ما يفعلونه ويرتكبونه، لا بضحايا أميركا في ما وقع عليهم من أميركا ومن سياساتها، فالذين يتحدثون اليوم عن «صحوة» أميركا المفاجئة على حجم الإرهاب الذي يجتاح المنطقة.. كما لو أنهم يريدون إخبارنا عرضاً وبصورة غير مباشرة، بأن أميركا كانت نائمة أو غافية حين نشأ هذا الإرهاب وتمدد وتوحش.. وها هي الآن قد صحت فانتظروا؟‏

على هذا النحو من الاستخدام الأعمى والعشوائي للمفاهيم والمصطلحات ومفردات اللغة لتوصيف الأشياء، فإننا لم نعد نعرف مع هذا البعض.. متى انهزمت أميركا وأين وكيف.. ومتى انتصرت أميركا وأين وكيف، وحتى بتنا مع هذا البعض أيضاً نظن أننا نصطف إلى جانب أميركا وليس في مواجهتها، بل إن أميركا تصطف إلى جانبنا وليس في مواجهتنا!‏

لاحظوا ما يجري من تحليل وتركيب للسياسات الأميركية بمقدماتها ونتائجها في المنطقة العربية، وكيف تجري مفردات التعبير والتوصيف على ألسنة بعض من يراقب ويحلل هذه السياسات، التي أحرقتنا ولا نزال نتحدث عن البرد والسلام الأميركي المنتظر، والتي أفقرتنا وجوعتنا ولا نزال نتحدث عن غذاء وشبع أميركي آت أو لا بد أن يأتي.. حين تصحو أميركا أو تكتشف أخطاءها!‏

وبطبيعة الحال، فإن ما ينسحب على أميركا ينسحب على إسرائيل بالضرورة.. فرفقاً بنا ورحمة أيها البعض الراقص على جراحنا، فلسنا طيور شوك أبداً!!‏

 

آخر الأخبار
محافظ إدلب: مشاريع خدمية واسعة لإعادة الإعمار وتحسين الواقع المعيشي في المحافظة نجاح عملية فصل توءم ملتصق سوري بالسعودية المجاعة تنهش غزة .. والاحتلال يصعد عدوانه "البكالوريا".. كابوس الهلع للطلاب وذويهم د. غسان الخلف: سياسات تربوية لبناء، جيل متوازن ومجتمع متكام... رئيس تحرير صحيفة عسير "لـ"الثورة": سوريا تعود والمملكة السعودية تحتضن المؤتمر الأول لذوي الإعاقة في إدلب.. دعوة لتعزيز الشمول والمشاركة المجتمعية الإعلام السوري بين التأثير والتحديات.. أداة لتشكيل الوعي وتوجيه الرأي العام حملة "بإيدينا نبنيها" لتحسين الواقع الخدمي في بلدة بداما بريف إدلب احذروا الرد على الاتصالات المجهولة هجمات إلكترونية تستهدف السوريين عبر "واتساب" محافظ إدلب: مشاريع خدمية واسعة لإعادة الإعمار وتحسين الواقع المعيشي في المحافظة الرواتب عاجزة والأسعار بلا سقف ..هل ستكون الزيادة المرتقبة حلاً على طريق تخفيف الأوجاع؟! ليس مشروع إعمار فقط   بل إعلان عودة التاريخ العربي من بوابة دمشق  تسهيل لخدمات الحجاج.. فرع لمديرية الحج والعمرة بدير الزور تعزيز الطاقة المتجددة والربط الكهربائي في زيارة الوزير البشير لمحطة سدير السعودي سوريا تطلق خطة طموحة لإعادة هيكلة قطاع الطيران وتطوير مطار المزة كمركز للطيران الخاص تعديلات جديدة على النظام الانتخابي ومجلس الشعب القادم بـ210 مقاعد اتفاقية استراتيجية بين سوريا والسعودية لتعزيز التعاون في الطاقة وفتح آفاق التكامل الإقليمي نقطة طبية في جدل بدرعا لخدمة المهجرين من السويداء 1490 مريضاً استقبلتهم العيادة الأذنية في مستشفى الجولان الوطني تأهيل مدرسة سلطان باشا الأطرش في حلب