الثورة – رانيا حكمت صقر:
في عالم يتسارع فيه الإيقاع وتغلب عليه الضوضاء، تجد ريم الطالب ملاذها في فن صناعة الورد وتنسيقه، تتحول الألوان والروائح إلى لغة تعبر بها عن مشاعرها وأحاسيسها برقة فريدة، فعشقها للفن جعلها تصنع باقات وهدايا تفوح بأريج السحر والجمال.
في حديثها لصحيفة الثورة تقول: “شغفي بالورد بدأ من حبي للطبيعة بكل ألوانها وهدوئها، ورائحة الورد التي تشعرني أنني أتعانق مع الجمال والصفاء”، هذا العشق لم يكن مجرد هواية عابرة، بل وسيلة للدعم النفسي والإبداع، فوجدت في تنسيق باقات الورد ملجأً لتعزيز روحها المعنوية وتحقيق دخل مادي يعينها.
هي لا تتعامل مع الورد كقطع جميلة فحسب، بل كلغة بصرية وعاطفية، تدرك قوة “سيكولوجية الألوان” وتوظفها بذكاء فتتبع أسلوب “التناغم اللوني”، وتعتبر أن لكل لون رسالة، فالورد الأحمر مع التغليف الأسود، يعطي رونقاً من الفخامة والغموض والجاذبية الجريئة، أما الأبيض مع الأحمر فهو كلاسيكي يرمز للحب النقي والسلام.
وتؤكد الطالب على أهمية استخدام الورد الطبيعي الطازج، حصراً لإدراكها الفرق الكبير في الجماليات والرائحة والعمر الافتراضي بينه وبين الصناعي، كما تركز على التوازن البصري والانسجام في الشكل العام للباقة، سواء كانت تصاميم كلاسيكية دائرية أم عصريّة غير متماثلة، فهي تهدف لخلق قطعة فنية متناسقة تريح العين وتلمس القلب، وتختار خامات التغليف بعناية كالقماش والورق الخاص، وتشير إلى أن الشعور العميق بالانتماء للطبيعة يجعل من كل باقة تصنعها قصيدة حسية تعبر عن تلاقي الجمال والبساطة.
تطمح ريم الطالب لتطوير مهاراتها ولتعلم تقنيات أكثر احترافية في التصميم والتشكيل، مثل أساليب التنسيق الأوروبية المتقدمة أو فن “الكنجيريكو” الياباني، كما ترغب في استكشاف مواد تكميلية مبتكرة واستخدامات غير تقليدية للورد في الهدايا والديكور، فهدفها الأساسي هو الابتكار، وإنجاز تصاميم فريدة تحمل بصمتها، مؤكدة على أهمية رسالة الفن والورد في نشر مشاعر الفرح والسكينة بين الناس.