الثورة – إيمان زرزور:
عادت شوارع المدن وأسواقها العريقة لتنبض بالحياة مع انطلاق مهرجانات وفعاليات شعبية تهدف إلى إعادة الروح لوسط البلاد ومحيطها، متجاوزة كونها مجرد مناسبات للتسوق أو الترفيه، لتتحول إلى منصات تدفع عجلة الاقتصاد، وتعزز الروابط الاجتماعية، وتحيي التراث الثقافي.
وساهمت هذه المهرجانات في تحريك الأسواق المحلية بشكل لافت، حيث وفرت للحرفيين وأصحاب المتاجر الصغيرة فرصة لعرض منتجاتهم أمام جمهور واسع، ما انعكس على زيادة المبيعات وخلق فرص عمل موسمية ودائمة، كما جذب الحضور من مختلف المناطق أنظار السياح المحليين، ما أعاد الثقة بالحركة التجارية الداخلية.
ولم تقتصر أهمية هذه الفعاليات على الجانب الاقتصادي، بل شكلت مساحة للقاء العائلات والأصدقاء، وبناء جسور التواصل بين زوار من مدن متعددة.
الأجواء الاحتفالية ساعدت على تخفيف الضغوط اليومية ومنحت الأسر، خاصة الأطفال، فرصة للاستمتاع بمساحات آمنة للعب والمرح.
حافظت المهرجانات والأسواق الشعبية على هوية المدن السورية عبر تقديم عروض فنية وموسيقية تراثية، إلى جانب عرض المأكولات والحرف اليدوية التي تمثل جزءًا من ذاكرة المكان، لتنتقل بذلك القيم الثقافية من جيل إلى آخر.
رغم ما تواجهه هذه الأنشطة من تحديات مثل محدودية التمويل والحاجة إلى دعم إعلامي أكبر، إلا أن استمرارها يشير إلى قدرة المجتمع السوري على النهوض.
ويعد الاستثمار فيها، سواء من القطاع العام أو الخاص، من المفاتيح المهمة لتعافي الاقتصاد وتعزيز التماسك الاجتماعي.
وتجاوز أثر المهرجانات حدود المدن ليعكس عبر الإعلام ومنصات التواصل صورة إيجابية عن سوريا، تبرز إبداع شعبها وقدرته على الإنتاج رغم التحديات.
هذه الصورة تشجع المستثمرين والسياح الأجانب على التفكير في زيارة البلاد أو دعم مشاريعها الثقافية والتراثية.
وفي النهاية، تظل المهرجانات والأسواق الشعبية في سوريا شاهداً على إرادة الحياة، ورسالة مفادها أن ثقافة العمل والإبداع لا تنطفئ حتى في أحلك الظروف، بل تبقى ركيزة أساسية في مسيرة التعافي والبناء.