حين تصرخ الجبال بلا أشجار.. حرائق الغاب تلتهم الذاكرة والحياة

الثورة – ناديا سعود:

لم يكن صباح الغاب في ذلك اليوم كسابقاته، فبدل أن تتراقص أشعة الشمس على أوراق السنديان والصفصاف، كانت السماء تكتسي بلون الرماد، والهواء يختنق برائحة الحطب المحترق، في ساعات قليلة، تحولت الغابة التي كانت ملاذ الطيور وظلال المسافرين إلى أطلال سوداء، لا يسمع فيها سوى فرقعة الجذوع وهي تنهار تحت ألسنة اللهب.

أربع بؤر حرائق اندلعت متزامنة، لتلتهم كل ما تجده في طريقها من الأشجار المعمّرة والنباتات النادرة وحتى مواطن الحياة البرية.. من جورين حتى سلحب، بدت الجبال عارية، كأنها فقدت غطاءها الأبدي، زالت الزوفا، والغار، والبطم، من المشهد، ومعها ذكريات أجيال من أبناء المنطقة الذين كانوا يفاخرون بخضرة أرضهم.

في الميدان، كان العشرات من الشبان، بعضهم لم يتجاوز العشرين، يقاتلون النار بأدوات بسيطة، يلهثون تحت حرارة تضاعفها ألسنة اللهب، كثير منهم لم يكن يملك معدات وقاية، ومع ذلك اندفعوا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

يقول أبو أحمد، وهو من أهالي المنطقة: “نحن نعرف أننا أمام قوة أكبر منا، لكن الغابة هي بيتنا، لا نستطيع الوقوف متفرجين”.

ونوه بأن الخسائر ليست بيئية فحسب، فحرائق الغاب تمس الأمن الغذائي والمناخي والاقتصادي، وتحرم السكان من مصادر رزقهم، وتطرد الحياة البرية من موائلها، وتترك خلفها أرضاً تحتاج لعقود كي تتعافى، ومع ذلك، فإن الخسارة الأكبر تكمن في الحنين الذي يصعب ترميمه، حين يعود الأهالي إلى الجبال فلا يجدون سوى الرماد.

مع انطفاء آخر بؤرة، بقيت رائحة الحريق عالقة في الهواء، كجرح مفتوح، وبينما تترنح الأشجار السوداء في صمت، ترتفع من أفواه الأهالي دعوات النجاة لما تبقى من الغابة، ولسلامة أولئك الذين خاطروا بحياتهم في مواجهة جحيم الطبيعة.

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب