الثورة – آنا عزيز الخضر:
أبى معرض دمشق الدولي بإشراقته الجديدة إلا أن يقدم أميز الإنجازات التي تؤكد ثقافة أصيلة ولّادة للإبداع دوماً على مر الزمان والتنوع والغنى في كل المجالات الإبداعية والثقافية والفنية. الذي حضر المعرض كان خير شاهد، وأصدق التجليات التي عبرت عن ثقافة تقدس الوطن وتترجم إعلاء كلمته عبر كل فعل ثقافي أو حراك أو منجز إبداعي فالأمسيات والعروض والزوار من كافة الشرائح الاجتماعية والثقافية أكدت ذلك، وحوله تحدث الزميل سامر الشغري المتابع للشأن الثقافي عن كثب: إن المعرض يعكس التنوع الثقافي الغني والثراء الفني الذي تميزت به هذه الدورة.
ويعتبر المعرض منصة وطنية بارزة لتلاقي الثقافات والفنون، حيث شهدت فعالياته تقديم عروض فولكلورية، وأمسيات موسيقية وأنشطة ثقافية متنوعة من التراث السوري المتعدد، مثل الفراتي، السرياني، الآشوري، الكردي، والأرمني، كما احتضن المعرض ندوات حوارية وأمسيات شعرية، وفعاليات تفاعلية للأطفال، ما يعكس اهتماماً شاملاً لجميع شرائح المجتمع وأدوار الثقافة في تعزيز الهوية الوطنية. ويجد الشغري أن هذه الدورة “استثنائية بكل المقاييس” وتعكس قوة سوريا الجديدة المنفتحة بثقة وقدرة على صناعة المستقبل، ولعل النجاح الكبير لجناح وزارة الثقافة دليل على ذلك حيث يستقبل آلاف الزوار يومياً.
المسرح يحجز نفسه وبهذه الطريقة فإن معرض دمشق الدولي يشكل فضاء لتلاقي السوريين مع ضيوفهم في أجواء تنبض بالأمل والإبداع. من جهة أخرى فإن المشهدية الثقافية المتألقة استحضرت الكثير من الأسئلة حول ضرورة وجود المسرح بشكل أكبر واهتمام أوسع، في هذا السياق وغيره حول أهمية المسرح وترسيخه والاستفادة من الإقبال الكبير لكافة الشرائح الاجتماعية على المعرض تحدث الكاتب محمود حمود قائلاً: أين المسرح السوري، من معرض دمشق الدولي؟ من المهم عودة الفن المسرحي، إلى خشبة الفعل والتأثير، عبر عروض تواكب الحياة، في نبضها، إيقاعها، أزماتها، بهدف تشكيل وعي جديد، يتسق وطموح الغالب الأعم من السوريين، في حياة تشبه الحياة، حين يحضر المسرح خجولاً، كما هو الحال في معرض دمشق، يجب أن نتساءل: لم؟! ثم: كيف نعيد للمسرح روحه، ولحواسه صحتها؟.
مشيراً إلى أنه من هنا يأتي دور وزارة الثقافة، المعني الأول، في إعادة ترتيب أوراق المسرح السوري، على مستوى إدارة المسرح، وأيضاً على مستوى فضاءات الحرية وهوامشها المتاحة.
نبارك هنا كل جهد مسرحي، ونأمل أن يرتفع في خطابه، عن كل تحيز، ويتعالى على كل جرح، يزيد في مواجع الوطن السوري المنهك، فالمسرح ليس مرآة للمجتمع، بقدر ما هو العين التي ترى تجاعيده وندوبه، والصوت الذي يخاطب ضميره، واليد التي ترسم ملامح مستقبله.
أما الفنانة ثناء صقر التي شاركت في العرض المسرحي “ذاكرة اعتقال” قالت بالنسبة للمعرض فإنه كان معرضاً ناجحاً ومهماً والحضور والإقبال على المعرض كان ملفتاً ومن ضمن المقترحات أن يكون هناك مسرح خاص للأعمال المسرحية التي تتطلب إضاءة خاصة وكاملة.