الثورة – رانيا حكمت صقر:
يبدأ الإبداع أحياناً من أبسط اللحظات، مع بضع خيوط تنسجها الأيدي بحب وشغف، لتتحول إلى تحف فنية صغيرة تملأ القلب دفئاً وروحاً، هذه هي قصة هديل حاجي علي، الشابة التي وجدت في فن “الكروشيه” ملاذاً لشغفها الفني ونافذة لإبراز مواهبها المتعددة بين “الرسم والتطريز والكروشيه”، فمنذ تجربتها الأولى عام 2023 مع نحلة صغيرة حرصت على تفصيلها بدقة، وتحولت هوايتها إلى مشروع ينمو يوماً بعد يوم، يعكس طموحها وإصرارها على الجمع بين الفن والتقنية والابتكار.
في حديثها لصحيفة الثورة تقول: وجدت في “الكروشيه” نغمة فريدة تعبر فيها عن ذاتها، لم تكن البداية سهلة، إذ بدأت أصنع هدايا صغيرة لعائلتي وأصدقائي، ومع مرور الوقت وتحسن مهاراتي، تحولت إلى العمل بمقابل مادي.. مؤكدة أن جودة العمل ودقته في التفاصيل هما سر النجاح، خاصة أنها تسعى لتطوير مهارتها بشكل مستمر رغم انشغالها بدراستها في مجال الحاسوب الذي يتطلب تركيزاً شديداً.
ولفتت إلى أن فن الكروشيه يتطلب مهارات تقنية دقيقة ومجموعة أدوات متخصصة تساعد على إنتاج قطع ذات جودة عالية وتفاصيل متقنة، وهي تعتمد على عدة عناصر رئيسة:
الخيطان: تختار الخيوط بعناية فائقة بحسب القطعة، إذ تؤثر نوعية الخيط على ملمسها ومتانتها، فهناك خيوط “قطنية، صوفية، صناعية”.
السنارة: أداة التحكم الأساسية، وتستخدم هديل سنارات مختلفة الأحجام لتتناسب مع سمك الخيط، ما يمنحها قدرة على صنع غرز متينة ومتناسقة.
المقص والإبرة: ضرورية لحالات التشطيب والربط الحرفي المنظم، بالإضافة إلى خياطة القطع الصغيرة بطريقة متقنة تضمن ثبات العمل.
الحشو باستخدام الديكرون: يضيف بعداً وجسماً للقطع.
ملاقط، أو مسكات خشبية: تُستخدم لتثبيت الأجزاء أثناء العمل.
ترى هديل حاجي علي أن سرّ نجاحها يتجلى في حب التفاصيل، فكل غرزة صغيرة تُكسب القطعة رونقاً خاصاً وتفرداً يصعب تكراره، وهي تجمع بين شغف الفن ومهارات مجال الحاسوب، ما يؤهلها لخوض تجارب إبداعية مبتكرة في المستقبل.


