“الشفق” الضحية والجلاد وجهاً لوجه

الثورة _ فؤاد مسعد:

“الشفق” فيلم روائي قصير يُعرض اليوم في دار أوبرا دمشق، تدور أحداثه في مكان واحد هو غرفة التحقيق، التي تضم متظاهراً ومحققاً، ويجري الحديث بينهما في إطار من مدٍ وجزر، حتى أنهما تبادلا الأدوار لبرهة من الزمن، حيث يتداخل الواقع مع الخيال، مسلطاً الضوء على واقع الفنانين والمثقفين الذين نادوا بأهمية إجراء إصلاحات، ومنطق الذهنية التي تعاملت معهم.

الفيلم مأخوذ عن نص مسرحية “الثورة غداً تؤجل إلى البارحة” للأخوين ملص، وإخراج الفرنسي روميو دو مارتان “Roméo De Melo Martins”، أدى دور الضابط أحمد ملص، ودور المتظاهر محمد ملص.

المخرج الفرنسي روميو دو مارتان

أجرت صحيفة “الثورة” لقاءاً عبر “الواتس” مع المخرج الفرنسي روميو دو مارتان، الذي تحدث بداية عن الدافع وراء كتابة وإخراج الفيلم، مؤكداً أن المشروع بدأ بعد لقائه “الأخوين ملص” عام 2016 بمدينة ريمس بفرنسا، يقول: “أخبراني عن الأسباب التي أجبرتهما على الفرار من سوريا عام 2011، وشاركا معي مقطعاً من مسرحيتهما (الثورة غداً تؤجل إلى البارحة) تم تصويره في مهرجان أفنيون، مع ترجمة للغة الفرنسية.

وكنت حينها أبحث عن فكرة لفيلمي القصير الجديد، ورغبت ببيئة مغلقة ومحصورة، وبما أن المسرحية تدور حول الاحتجاز في غرفة تحقيق، فقد قرأتها بفضول واهتمام كبيرين، ثم طلبت منهما أن أقدم (اقتباساً حراً) منها، أي أن أختار اللحظات التي تهمني وأبتكر أخرى جديدة، فوافقا على الفكرة”.

ويتابع: “بدأت بعدها بكتابة السيناريو. وخلال عملي وبحثي، صادفت مقالاً يتحدث عن مظاهرة المثقفين في دمشق بشهر تموز 2011، والتي اعتُقل فيها الأخوان ملص، وعندها أصبحت هذه المظاهرة محوراً أساسياً للسيناريو، مع سؤال جوهري (من نظّم هذه المظاهرة؟)، وعندما انغمست في كتابة السيناريو، أدركت ما يعانيه الشعب السوري تحت حكم نظام المخلوع بشار الأسد. لقد أثر فيّ بشدة عنف الحكومة تجاه الفنانين المعارضين لها، وأثارت هذه المظاهرة فيّ الكثير من التساؤلات”.

وحول “إلى ماذا انتصر في الفيلم؟” يجيب قائلاً: “في البداية، أردت أن أُخرج فيلماً روائياً خيالياً، مع تقديم تحية صادقة لشخصيات سورية شعبية حقيقية مثل مي سكاف وحسان حسان وفدوى سليمان، ثم سعيت إلى تحقيق توازن بين مضمون الموضوع وشكل الفيلم، وكانت تكمن الصعوبة في تقديم إخراج متنوع رغم أننا نصور في غرفة مغلقة بمساحة 35 متراً مربعاً”.

ويضيف: “كل لقطة وكل حركة كاميرا كانت مدفوعة بالوضع الذي يعيشه الشخصان في تلك اللحظة، وفي هذا المكان المغلق، كان لكل حركة، وكل نظرة، وكل فعل أهمية كبيرة، لذا كان من الضروري التركيز على الجوهر والتخلص من الزوائد التي لا تخدم القصة.

وفي الوقت نفسه، جربت علاقات مختلفة بين الصورة والموسيقا، فالموسيقا لها دور كبير في الفيلم، إذ تخلق توتراً درامياً بين الشخصيات، وتساعدنا أيضاً على الانتقال من مشهد إلى آخر، وهكذا يسمح الفيلم للمشاهدين بالتنقل بين الواقع والخيال والحلم”.


الأخوان ملص

فيما يتعلق بمحور الفيلم أشار “الأخوان ملص” إلى أنه مأخوذ عن مسرحية “الثورة غداً تؤجل إلى البارحة” التي قدماها في مسرح الغرفة عام 2011 بعد بداية الثورة السورية، وتحكي عن ضابط ومتظاهر يلتقيان في غرفة التحقيق، وتدور بينهما أحداث لها علاقة بالثورة السورية.

ويتابعا الحديث: “عندما كُتبت المسرحية كان قد مضى على الثورة شهران، وعندما قرر المخرج كتابة الفيلم كان قد مضى على الثورة تقريباً تسع سنوات.

فبات هناك فرق بين النص المسرحي والنص السينمائي. لأن المخرج أعاد الكتابة بناء على كل ما سمعناه عن أحداث الثورة السورية وتناقشنا فيه”.

وعن أهمية مشاركة الفيلم ضمن تظاهرة “أفلام الثورة السورية”، قالا: “أن يعرض الفيلم في سوريا هو أمر عظيم بحد ذاته، فكما أننا كأشخاص كنا نحلم بالعودة إلى البلد، كذلك أفلامنا تحلم أن تُعرض فيها، لأننا نتعامل مع الفيلم وكأنه من لحم ودم، فالفيلم تمنى أيضاً أن يراه السوريون وأن يسير في شوارع سوريا، ولكن لن تكون الفرحة كاملة إلا بعبوره لجميع المحافظات السورية، وأن يُعرض في السويداء والساحل ومناطق الشمال، ففرحتنا نحن (الأخوين ملص) لاتزال منقوصة لأن الفيلم ليس لديه القدرة بأن يُعرض في السويداء حالياً، بسبب الدم الذي يحدث أينما كان، والفرحة تكون مكتملة بالنسبة إلينا عندما يُعرض الفيلم في المحافظات كلها، ويكون فيها حالة استقرار بعيداً عن الدم، ولكن لا نستطيع إنكار أنه مجرد عبور الحدود لأحد أفلامنا هذا بحد ذاته أمر مشرّف ونبيل ويجعلنا سعداء”.

آخر الأخبار
البلاغة السياسية.. كيف اختصر الرئيس الشرع التحديات في خمسين ثانية؟ إطلاق متحف افتراضي للسجون يوثق شهادات الناجين في سوريا بين دفتي الحسم والمرونة.. سوريا ترسم حدود التعاطي مع إسرائيل سوريا الجديدة.. من العزلة إلى بناء التوازنات قمة الدوحة.. سوريا تعود فاعلة بمسار العمل العربي المشترك الشفافية ليست ترفاً.. معركة السوريين المستمرة مع الفساد المتجذر   بين أرصفة ساحة الأمويين المنسقة وأحياء مهملة.. كيف تصرف الموارد؟ تربية الأطفال.. توازن دقيق بين الحزم والفهم  تسمم غذائي لـ 34 مواطناً.. المايونيز يكشف خلل الرقابة الاستثمار في الإنسان..الطريق إلى سوريا المتجددة "الإعلام التقليدي وتحديات الرقمنة ".. في دورة تدريبية أزمة نظافة في صحنايا.. ورئيس البلدية يكشف الأسباب نساء حلب يصنعن الجمال.. تمكين مهني بصناعة المواد التجميلية السياح الأجانب ببصرى الشام.. حين يتحدث الحجر بلغة العالم مشروعان حيويان لتحسين واقع المياه بحلب مشروع دعم مياه الشرب في الشيخ مسكين في مواجهة التحديات.. الزراعة والصناعة العلفية درع الأمن الغذائي حماية المبلغين عن الفساد بداية التغيير الجاد وزير الطوارئ يوجه رسالةً إنسانيةً لتضحيات الدفاع المدني تضحية على خط النار.. وجوه الإصرار بين ألسنة اللهب ومخلفات الحرب