الثورة – عبير علي:
تلعب الطبيعة دوراً محورياً في حياة الفنانين التشكيليين، وتستلهم ألوانها حالات وانفعالات نفسية تنعكس في لوحاتهم، وعكس هذا التأثير العديد من الفنانين العالميين والمحليين، الذين رسموا الطبيعة بطرق متنوعة مثل الواقعية، والانطباعية، والتعبيرية، والتجريدية. بهذه الكلمات بدأت رئيس مجلس جمعية بيت الخط العربي للفنون الفنانة التشكيلية والخطاطة ريم قبطان، حديثها لصحيفة الثورة حول المعرض الفني الجماعي لأعضاء الجمعية الذي حمل عنوان “الفن والطبيعة”. وقالت: “ينبغي على كل فنان أن ينطلق في حياته الفنية من رسم الطبيعة، ليتمكن من الانتقال نحو مواضيع فنية أخرى بمهارة”.
شارك في المعرض 16 فناناً وفنانة، وضم نحو 40 لوحة تنوعت بين الألوان الزيتية والأكريليك، وتركزت بشكل عام على القياسات الكبيرة والمتوسطة، وتناولت جمال الطبيعة الساحلية بغاباتها وجبالها، وصولاً إلى بيئة السهول والهضاب، بالإضافة إلى تنوع ألوان وأشكال الورود في الحدائق، وتميز كل فنان بإضافة رؤيته الخاصة للطبيعة، وأسكن كل منها بصمته الإبداعية داخل التفاصيل، مما جعل المعرض تجربة حسية غنية بالألوان والمشاعر.
من المشاركات، الفنانة قمر وردة، التي قالت عن تجربتها: “أشارك بشكل دائم في المعارض، كي تصل أعمالنا لأكبر شريحة ممكنة، وخاصة الأعمال الأنثوية، فكل منا يعمل بطريقته ويعبر عن مكنوناته والحالة الاجتماعية والوطن والحالة الإنسانية”.كما قدمت الفنانة سهام محيسن عملين منجزين بتقنية الألوان الزيتية عن الورود، لأن الطبيعة الأقرب حساً ومعنى في قلب الأنثى، وابتعدت عن الواقعية المثالية إلى الانطباعية الحرة، لتعبر عن اللون والمشاعر.وشاركت المهندسة الزراعية والفنانة التشكيلية ونسه عابد بلوحتين، وجسدت سحر البحر بجماله وعمقه وغناه التعبيري وحالاته المختلفة.. اللوحتان منفذتان بتقنية الألوان الزيتية، إذ تعبر لوحة عن البحر في وقت الغروب، وأخرى عن البحر بلونه الأزرق الأخاذ.
الفنان علي السعدي شارك بأربع لوحات نفذت على قماش بألوان الأكريليك، تمثل جمال الطبيعة بجبالها وسهولها وأنهارها وأزهارها، تضفي الهدوء والبهجة على النفوس.. إنها بمثابة طاقة روحية تبعث الأمل للتخلص من الطاقة السلبية التي تنغص حياتنا اليومية.