الثورة – فؤاد مسعد:
حاز الفيلم الروائي القصير “من سيلقي التراب يا أبي؟” على الجائزة الكبرى في الدورة 26 من مهرجان الأرز العالمي للفيلم القصير في مدينة إفران بالمغرب، والتي اختتمت فعالياتها يوم أمس، وقد بلغ عدد الأفلام المتنافسة ضمن مسابقة الأفلام الروائية القصيرة 14 فيلماً، وترأس لجنة التحكيم المخرج المغربي حسن بنجلون.
“من سيلقي التراب يا أبي؟” تأليف وإخراج الأخوين ملص، تمثيل: سارة صياغة، محمد ملص، أحمد ملص، ويتناول حكاية أخوين يجتمعان بعد فراق طويل في بلد الاغتراب ليبحثا معاً من منهما سيذهب إلى الأردن لإحضار جثة والدهما المتوفي ودفنها في سوريا في ظل وجود النظام البائد، تنفيذاً لوصيته القديمة. المعضلة في الفيلم أن الأخ الأول حصل على الجنسية الفرنسية، وينتظر ولادة زوجته، فيما الأخ الثاني وصل للتو وعليه البقاء للحصول على حق اللجوء، والحل المطروح ألا تُنفذ الوصية وليدفن حيث توفي، إذ لن يجد أحداً من أبنائه يلقي عليه النظرة الأخيرة، أو حبات التراب حيث يُدفن. ووسط هذا الجو المشحون تبرز أزمة بين الأخ القادم حديثاً وزوجة أخيه التي كانت يوماً حبيبته، ولكن بعد خروجها من المعتقل وسفرها إلى الخارج تزوجت الأخ بعد أن أكدوا له موت حبيبها.
يشكل الفيلم في تفاصيله الموجعة والصادمة المتعلقة بالعلاقات الإنسانية ضمن العائلة الواحدة أحد المفردات الكثيرة للغربة التي تحمل في عمقها القسوة والظلم، مُظهراً ما الذي غيّره اللجوء وبدّلته الحرب في داخلنا. سبق للفيلم أن نال تنويهاً خاصاً من قِبل لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الروائي القصير في مهرجان العودة السينمائي الدولي، كما شارك في العديد من المهرجانات العربية والدولية، وهي: مهرجان الكويت السينمائي الدولي، مهرجان كرامة لأفلام حقوق الإنسان في الأردن، مهرجان الإبداع العربي في القاهرة، مهرجان علي باغ للأفلام القصيرة “الهند”، مهرجان صور الدولي للفيلم القصير صور لبنان.
