الثورة – فؤاد العجيلي:
تكتب حجارة حلب القديمة فصلاً جديداً من فصول صمودها، هذه الأسواق التي ظلت لقرون شاهداً على تاريخ المنطقة وقلباً نابضاً للتجارة والحياة، تعرضت لأضرار جسيمة خلال السنوات الماضية.
لكن إرادة الحياة كانت أقوى، فقد عمل أبناء حلب على إعادة إعمار أسواقهم بحرفية عالية، لبنة لبنة، مستخدمين في الكثير من الأحيان المواد الأصلية ذاتها، إنها ليست مجرد عملية ترميم لبنايات قديمة، بل هي رسالةٌ إلى العالم بأن الإرث الإنساني أقوى من الدمار، وأن نبض الحياة في هذه المدينة العريقة لن يتوقف.
وأوضح الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الحميد الحلبي أنه بالتوازي مع إعادة الاعمار، تعود هذه الأسواق لتمثل أملاً اقتصادياً جديداً، إذ يسعى الحرفيون والتجار إلى استعادة دورها كمركز جذب للسياحة والتجارة، مع الحفاظ على تراثها المعماري والحرفي الفريد.
صمود هذه الأسواق دليل على أن الاقتصاد القائم على التراث والإرث الثقافي هو اقتصاد مستدام، قادر على تجديد نفسه حتى بعد أقسى الظروف.



