تُشكّل زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة نقطة تحوّل تاريخية في مسار العلاقات بين البلدين، إذ شكلت تتويجاً للتحركات والنشاطات التي شهدتها تلك العلاقات تجسيداً لخطوات التعاون والمواقف التي عكست الرغبة المشتركة لبناء الثقة والتفاهم والتعاون الخلّاق بين الجانبين ولاسيما في المجالين السياسي والاقتصادي.
وهذه الخطوة تأتي في ظل واقع دولي معقَّد، وتطلعات شعبية وإقليمية لإعادة بناء سوريا على أسس السلام والتنمية.
الزيارة لا تكتفي برمزيتها ودلالاتها السياسية والاقتصادية، بل تفتح آفاقاً استراتيجية حقيقية لبناء الثقة وإعادة الإعمار ورفع العقوبات، مما يرمم المسار الدبلوماسي ويخفف معاناة السوريين.
ومع ذلك، النجاح في هذه المرحلة يتطلب حكمة سياسية ودبلوماسية عالية، والقدرة على تحويل الحوار إلى إجراءات عملية تسهم في ضمان استقرار سوريا وتنشيط دورها الدولي.
إنها لحظة انطلاق نحو أمل جديد، تحكمها الظروف والقدرات، لترسم سوريا خريطة علاقات متجددة مع العالم.
العالم يتغير، والمصالح تتطور، وواشنطن ودمشق تدرسان اليوم مصالحهما من منظور واقعي جديد. والنتائج لن تكون فورية، لكن مجرد عقد اللقاءات مع المسؤولين الأميركيين وغيرهم، وإتمام الزيارة بنجاح، يبعث رسالة أمل بأن الحلول السياسية هي الخيار الوحيد المستدام لإنهاء معاناة السوريين وإحلال السلام في المنطقة.