الثورة – سيرين المصطفى:
استقبل أطفال بلدة التح عامهم الدراسي الجديد بصدمة كبيرة؛ فبعد عودتهم إلى ديار طالما تغنّى بها الأهالي بذكرياتهم الجميلة، وجدوا مدارس مدمّرة وركاماً هائلاً من الأنقاض يملأ البلدة التي أنهكتها سنوات الحرب.
مع انطلاق العام الدراسي، بدا المشهد التعليمي في التح هشاً؛ فمعظم المدارس مدمّرة وتحتاج إلى ترميم عاجل، ولم يتبقَّ سوى ثلاث مدارس فقط قابلة للاستقبال، وهي الأخرى بحاجة إلى تجهيزات ومستلزمات أساسية لضمان سير العملية التعليمية.
عبد السلام محمد اليوسف، الناشط في مجال الإغاثة والإيواء وأحد أبناء البلدة، أوضح في تصريح لـ« الثورة» أنه قبل النزوح الأخير كان عدد سكان التح يُقدّر بنحو 18 ألف نسمة وعدد طلاب مدارسها يقارب 4500 طالب، أما بعد التحرير وعودة الأهالي فقد ارتفع عدد السكان إلى 30 ألفاً وتجاوز عدد الطلاب 6000، في ظل استمرار العودة المتواصلة للأهالي. وبيّن اليوسف أن قصف النظام البائد دمّر جميع المرافق والمنشآت في المنطقة، بما فيها المدارس.
ويبلغ العدد الكلي لمدارس البلدة ثماني مدارس: اثنتان منها مدمّرتان بالكامل، وثلاث تحتاج إلى أبواب ونوافذ، وثلاث فقط جاهزة جزئياً. ولتعويض النقص، اعتمد القائمون على التعليم نظام الفوجين لتقاسم الدوام الدراسي بين الطلاب، ما أحدث ضغطاً كبيراً على المعلمين والطلاب في ظل افتقار المدارس إلى الطاولات والطابعات وأجهزة الحاسوب وغيرها من المستلزمات. عدد من الأهالي عبّروا عن خشيتهم من تأثير هذا الواقع على مستقبل أبنائهم، مشيرين إلى أن بعض العائلات امتنعت عن العودة أصلاً بسبب ضعف البنية التعليمية. ويخطط أبناء المنطقة لإطلاق حملة تبرعات خلال الفترة المقبلة لترميم المدارس وتجهيزها بالمستلزمات الأساسية حفاظاً على حق الطلاب في التعليم.
يطالب أهالي التح بتأمين تجهيز كامل لجميع مدارس البلدة بما يلبي احتياجات الأحياء السكنية ويُراعي التوزيع الجغرافي، إضافةً إلى توفير المستلزمات الأساسية المرتبطة بالعملية التعليمية لضمان بيئة دراسية مناسبة.