الثورة – فؤاد مسعد:
جمهور دار أوبرا دمشق المتشوق لحضور الأمسيات الموسيقية على موعد يوم غد الثلاثاء مع أمسية تحييها “الفرقة السيمفونية الوطنية السورية” بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان الذي تحدث لـ”الثورة” عن برنامج الأمسية قائلاً: يتألف البرنامج من مجموعة مقطوعات تنتمي لعدة ثقافات وأساليب تأليفية، ويضم ألواناً مختلفة ومتنوعة يجمع بينها أنها جميلة وتعبّر عن حالات إنسانية، وقد حاولنا اختيار أعمالٍ سبق وعزفتها الفرقة السمفونية وتركت أثرها عند الجمهور الذي أحبها وتفاعل معها، هي “روميو وجولييت” لتشايكوفسكي، وموسيقا من أميركا اللاتينية للمؤلف المكسيكي آرتورو ماركيز، بعنوان “دانسون رقم 2″، ومقطوعة لجورج بيزيه، ولكن الأهم أن يوم 30 أيلول يصادف ذكرى وفاة الأستاذ صلحي الوادي، فأحببنا تقديم تحية إلى روحه من خلال مقطوعة من تأليفه تحمل تأملات للحن محمد عبد الوهاب “حياتي أنت”.
وحول أهمية الموسيقا في المجتمع، يقول المايسترو باغبودريان: “يُعد اكتشاف الإنسان للموسيقا من الاكتشافات الهامة لأنها غيّرت من حياته وأثرّت على طبيعته الإنسانية وهذّبت مشاعره، فهي وسيلة تعبير لمشاعره، وبالتالي نحن بحاجة إليها في أي لحظة من حياتنا لنستطيع التعبير عما نحس به، ولنستطيع تجاوز الأزمات والحالة النفسية السلبية التي قد نمر بها”.
وعن دور الحفلات الموسيقية يقول: “هي فرصة لنعيش حالة اجتماعية، أي أن نجتمع ضمن مسرح لنتشارك المقطوعة الموسيقية التي يمكن أن تؤثر على كل شخص بشكل مختلف عن الآخر، لينتج في النهاية حالة مشتركة فيها انسجام، وهو أمر مهم للمحافظة على تماسك المجتمع ولخلق انسجام رغم الاختلافات، كحال الأوركسترا بحد ذاتها فهي انسجام كبير على الرغم من اختلاف الآلات بطبيعتها وطبيعة صوتها والمواد المصنوعة منها، وبالتالي دور الموسيقا إعادة الانسجام للمجتمع ونشر السعادة والفرح وتفريغ الطاقات السلبية وحالة التوتر والقلق ليعيش الإنسان حالة مريحة ومنسجمة مع بقية أعضاء المجتمع”، ويؤكد على أهمية هذا الدور، فبكل لحظة من تاريخ البشرية كان هذا دور الموسيقا، وربما هو ما جعلها تعيش إلى اليوم، وينهي كلامه بالإشارة إلى أن حالة الحفلات الموسيقية والتشاركية مرغوبة وهناك إقبال عليها، ليس لسماع الموسيقا فقط، لأنه يمكن سماعها في المنزل، ولكن لعيش حالة الأداء المباشر من الموسيقيين والتشارك مع الحضور، وهي حالة فنية ثقافية إنسانية اجتماعية.