الثورة – عبير علي:
قررنا في فريق الملتقى التشكيلي لصيف 2025، تنظيم هذا النشاط خلال شهر أيلول، وذلك نظراً لظروف المناخ، استطعنا أن نحقق نجاحاً باهراً في هذا الملتقى، ومع ذلك فإن طموحنا يتجاوز ذلك، نهدف إلى تطوير الفعالية لجذب عدد أكبر من المشاركين لصيف 2026″.
بهذه الكلمات بدأ رئيس الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين وراعي الملتقى الفنان محمد الركوعي، حديثه لـ”الثورة” حول معرض “ملتقى صيف 2025” المقام في المركز الثقافي “أبو رمانة”، برعاية وزارة الثقافة.
شارك نحو 27 فناناً وفنانة في الملتقى، ووفرت اللجنة الألوان، فيما جلب كل فنان لوحته الخاصة.
وأشار الفنان الركوعي إلى نجاح التجربة رغم بعض الصعوبات اليومية في التواجد، إذ كان الرسم ينتقل بين الورشة والبيت لضمان إنجاز العمل.
ولفت إلى أنهم يسعون لترك أثر إيجابي يشجع الفنانين على العودة في السنوات القادمة، لذا لم يتم تقييدهم بفكرة معينة، بل تُركت لهم الحرية في اختيار أفكارهم، معرباً عن سعادته باستضافة بعض الضيوف مثل الفنانين ريم قبطان، وخير الله الشيخ سليم، الذين يشاركون في فعاليات هذا الملتقى، وذكر أنه يشارك بعمل واحد فقط لترك الفرصة للآخرين.
تنوع فني ورسائل إنسانية
من جهته، أعرب الفنان التشكيلي محمود عبد الله عن إعجابه الكبير بالملتقى، إذ شهد مشاركة فنانين فلسطينيين وسوريين عبروا عن معاناة أهل غزة وألم فلسطين بأساليب متنوعة، استخدم البعض أسلوب الرسم بالسكين، فيما اعتمد آخرون على الريشة والألوان الزيتية أو الأكريليك، وشكر الفنان المشاركين على التمازج الفني والأفكار المشتركة، ما يعكس التلاحم الفني والاجتماعي والثقافي.
وأكد أن الملتقى أثمر عن معرض متنوع، وعبر عن تفاؤله بتكراره سنوياً وتطوره مع مرور الوقت، لافتاً إلى مشاركته بعملين عن غزة، وأنه مسرور لأن الملتقى أتاح له التعرف على فنانين شباب أُعجب بأسلوبهم، لافتاً إلى أن الملتقى يعد نافذة للفنانين الجدد، وكان هناك ود بينهم، ما شكل حافزاً لكل فنان لتقديم أفضل ما لديه، ولقد نجح الملتقى حقاً وأثمر عن كل هذا الجمال.
في حين، وصفت الفنانة التشكيلية حنان محمد، الملتقى، أنه مساحة فنية تحمل رسائل إنسانية ووطنية عميقة”، مؤكدة أن معظم اللوحات تعكس معاناة أهل غزة وصمودهم، وتجسد آلام وآمال الشعب الفلسطيني وإصراره على الحياة.
وأشارت إلى أن الملتقى يضم نخبة من الفنانين السوريين والفلسطينيين، بالإضافة إلى مشاركة مميزة للفنانين الشبان والشابات الذين يقدمون رؤيتهم الإبداعية في ساحة المركز الثقافي العربي بأبو رمانة، واعتبرت أن هذا اللقاء يمثل ارتباطاً وثيقاً بين الفن والقضايا الإنسانية، وتمنت أن تلامس الرسالة التي خرجت من قلوب الفنانين قلوب الجميع.
تبادل الخبرات
وأعرب الفنان التشكيلي معتز العمري عن اعتقاده أن الملتقى كان فرصة مثالية لتبادل الخبرات وتعزيز إبداعات الشباب في إنجاز أعمالهم الفنية، مشيراً إلى تنوع الأفكار المطروحة، حيث كانت لكل فنان حرية التعبير عن فكرته المتعلقة بفلسطين وسوريا.
وعن مشاركته، أكد الفنان العمري أنه قدم عملين يتناولان معاناة الشعب الفلسطيني وسوريا، مُبرزاً ما يعانيه الشعب الفلسطيني في غزة من قتل وتهجير وتدمير، وأوضح أن أعماله تعكس التحديات والصمود في مواجهة الأوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
شهد الملتقى تنوعاً كبيراً في المشاركات، إذ قدمت الفنانة ربا تميم لوحة بأسلوب تكعيبي تعبر فيها عن معاناة الطفولة في ظل الحرب، تجسد لوحتها طفلاً يخرج من ركام الدمار، ممسكاً بيده قطعة خبز، مع عيون مليئة بالحزن وصوت منادٍ للعالم، الخلفية تضم مثلثات خضراء وصباحاً مشرقاً بلون أصفر يرمز إلى الأمل والفرج القادم، بالإضافة إلى رموز تعبر عن فلسطين، بما في ذلك علمها وغصن الزيتون، تعكس اللوحة عموماً انتماءها لوطنها الأم فلسطين وما يعانيه أهلها في غزة.
أما الفنانة راميا عيساوي، فقد شاركت بلوحتين تلخصان قوة وصبر النساء الفلسطينيات في مواجهة الحرب والتحديات، محاولةً من خلالهما أن تصف قهرهن الذي قد لا يوصف بكلمات، مؤكدةً أهمية العمل الفني كنقطة انطلاق لتكون منبراً يسلط الضوء على معاناة إخوانهم في غزة.
وقدمت الفنانة تغريد حسني ربابة، لوحة بعنوان “بين الشيخوخة والزمن”، تناولت فيها فكرة الزمن وقدرته العجيبة على التسرب من بين أيدينا من دون أن نشعر، كما تتناثر ذرات الرمل، وتقول: غالباً ما نتفاجأ أننا قد أصبحنا شيوخاً، وقد دقت الشيخوخة بابنا من دون أن ننتبه، معبرة عن سعادتها بالمشاركة في هذا الملتقى، مقدمةً شكرها لكل من ساهم في إنجاحه.