الثورة – رانيا حكمت صقر:
بين الألوان وأشكال الجبصين، تنسج آية حميشة قصتها الخاصة مع الفن اليدوي، فتدمج موهبتها مع شغفها لتخلق تحفاً فنية تزين البيوت وتُقدم كهدية تذكارية تحمل لمسة سحرية فريدة.. اختارت كما قالت في حديثها لـ”الثورة”، أن تبدأ مشروعها الفني مجازفةً بعزيمتها وإرادتها، لتكون نموذجاً حياً على أن الطموح يمكن أن يتفوق على أصعب الظروف.
آية التي تعمل مدرسة للأطفال، كانت شغوفة بالأعمال اليدوية والرسم منذ زمن، واستغلت خبرتها في تصميم أفكار ونشاطات تعليمية لتحويل هذه الهواية إلى فن جديد يعرف باسم “فن الكونكريت”، هذا الفن يقوم على استخدام مسحوق الجبصين بأيديها، لتصنع قطعاً فنية ذات جودة وجمالية عالية، معتمدة على ألوان الأكريليك والمايكا وقوالب خاصة، مع عمليات تنعيم وتجفيف للحصول على المنتج النهائي الذي يمنح شعوراً بالسحر والجمال.
بدأت مشروعها في ظروف شديدة التعقيد وغير مستقرة بسبب واقع البلد في السنوات السابقة، لكنها لم تستسلم، وكان الحافز الأبرز لها حبها لنفسها وللقطع الفنية التي تصنعها، وأيضاً دعم والدها الذي يمتلك خبرة فنية ويساعدها في طرق وأساليب العمل، هذا الدعم والإصرار منحاها القوة للاستمرار، رغم ضيق الوقت بسبب التزاماتها الدراسية، حيث حصلت على دبلوم في الأدب العربي، ما سمح لها بموازنة التعليم والعمل الفني.
حتى الآن، لم تشارك الفنانة حميشة في فعاليات فنية بسبب الوقت والالتزامات، لكنها تنصح كل شخص بالاعتماد على النفس وعدم انتظار الفرص من الآخرين، بل التفكير بمشاريع صغيرة يمكن تحقيقها بالجهد والموهبة الشخصية، لأنها السبيل لترك بصمة جميلة في المجتمع.
وتؤمن أن الطموح هو جوهر الحياة، وأنه مهما كانت الظروف التي يمر بها الإنسان قاسية، فإن الاستسلام للتحديات يجب ألا يكون خياراً.
تجربة آية حميشة تعكس كيف يمكن للفن اليدوي أن يكون أكثر من مجرد هواية، بل هو رسالة أمل وعزيمة في مواجهة المحن، ففن “الكونكريت” الذي تمارسه ليس فقط تحفة فنية تزين المنازل، بل هو رمز للقوة الداخلية والتمسك بالحلم، وهي دعوة لكل من يطمح لمشروعه الخاص أن ينطلق نحو تحقيقه مهما كانت العقبات، وفي نهاية المطاف، الطموح والحب لما نفعله هما مفتاحا النجاح والحياة.