الثورة – سرحان الموعي:
أكد رئيس مجلس مدينة سلمية المهندس غازي الصطوف، توقيع اتفاق بين وزارة الثقافة- المديرية العامة للآثار والمتاحف ومجلس مدينة سلمية ومؤسسة الآغا خان، بهدف ترميم وتأهيل الحمام الأثري في سلمية، الكائن وسط المدينة والعائد بتاريخه إلى عام 64 قبل الميلاد، ليبقى واحداً من أكمل أمثلة الحمامات الباقية في العالم الإسلامي، ومرآةً لكل السويات الأثرية التي مرت بها المنطقة عبر العصور.
وأوضح أن الحمام بُني على مراحل متعددة، وهو يجسد بوضوح تعاقب الحقب التاريخية في سلمية، فقد وُجدت فيه مداميك وأعمدة رومانية تعود للعام 64 ق.م، كما عُثر على أحجار منقوشة برموز كيزان الصنوبر ورسوم هندسية، إلى جانب نقوش بالخط الكوفي الذي شاع في القرنين الثاني والثالث الهجري، ورسوم تمثل مشاهد مشابهة لما عُثر عليه في حمام هشام بخربة المفكر قرب سلمية سنة 724م، ما يعكس سوية عباسية.
كما أن أشكال القباب نصف الدائرية تعود إلى العصر الأيوبي، فيما يبرز أسلوب الحنايا الصدفية المطورة إلى مثلثات الذي شاع في العصر الأموي.وبيّن م. الصطوف أن الحمامات في العصور الإغريقية والهلنستية واليونانية كانت فضاءات عامة كبرى تُقام فيها الاجتماعات والندوات، وتضم المسابح والمشالح والأقسام الباردة والدافئة والساخنة،أما في بلاد الشام فاقتصرت غالباً على الأقسام الساخنة.
وأوضح أن حمام سلمية يتألف من البراني والوسطاني والجواني والمستوقد، وقد زوّد بالمياه عبر قناة عين القصب بواسطة أنابيب فخارية مخفية توصل المياه إلى كافة أجزائه، فيما يدخل الزائر من المدخل الشمالي الشرقي عبر درج يقود إلى ردهة خارجية ثم إلى بقية الأقسام.
وبقي الحمام عرضة للانهيار وإعادة البناء تبعاً للكوارث التي لحقت بالمدينة، إلى أن جرى ترميمه آخر مرة بين عامي 1920 و1924م، ولا يزال على حالته تلك حتى اليوم.