الثورة :
في إطار حراك دبلوماسي متصاعد، كشف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أنّ اللقاء الذي جمع الرئيس رجب طيب أردوغان بنظيره الأميركي دونالد ترامب لم يقتصر على الشأن الفلسطيني وغزة، بل احتل الملف السوري موقعاً محورياً في جدول الأعمال.
وقال فيدان: إن الرئيس التركي شدّد على ضرورة وقف فوري لإطلاق النار في غزة والتحذير من مخاطر السياسات التوسعية الإسرائيلية على استقرار المنطقة، مشيراً إلى أنّ هذا الموقف يتكامل مع رؤية أنقرة للأمن الإقليمي التي تضع سوريا في صدارة الأولويات.
وأكد وزير الخارجية التركي أنّ «القضية السورية حاضرة في كل المحادثات الدولية» بوصفها مسألة وجودية بالنسبة للسوريين ومفتاحاً لأمن المنطقة وأمن تركيا. وأضاف أنّ ملايين اللاجئين السوريين ما زالوا ينتظرون إشارات حقيقية على التعافي الداخلي، وهو ما يفرض العمل على تثبيت الاستقرار وتجاوز أزمات حقبة بشار الأسد والدمار الذي خلّفته الحرب.
وأوضح فيدان أنّ الدعم الدولي للإدارة السورية الجديدة بعد سقوط النظام البائد يعكس نجاحاً دبلوماسياً استثنائياً، موضحاً أنّ تركيا ودول المنطقة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة اتفقت على المساهمة في إعادة إعمار سوريا، لكنه حذّر من أنّ الهجمات الإسرائيلية الأخيرة «بدأت تغيّر المعادلة»، مؤكداً استمرار المشاورات المكثفة لإيجاد حلول تحفظ أمن السوريين وتعيد التوازن إلى الجنوب السوري.
ولفت الوزير التركي إلى أنّ التهديدات الناجمة عن قوات «قسد» تبقى قيد المتابعة الثنائية والثلاثية بشكل دائم، مبيناً أنّ أنقرة تراقب أيضاً مسار المفاوضات بين هذه القوات والحكومة السورية، وأن هدف بلاده هو بناء بيئة يشعر فيها جميع المكونات السورية – بما في ذلك الأكراد – بالأمان والمساواة والحرية.
وختم فيدان بالتشديد على أنّ تركيا تعتمد الشفافية في تحركاتها، قائلاً: «نحن دولة قوية نعرف متى وكيف نستخدم أدواتنا، لكننا نبدأ دائماً بالكلمة الطيبة والوسائل السلمية، وإن لم تتم الاستجابة لذلك تبقى لدينا وسائل أخرى كدولة مسؤولة تجاه شعبنا ومنطقتنا».