الثورة – فؤاد العجيلي:
لم يكن يوم السياحة العالمي يوماً عادياً في حلب، بل كان سفراً للتاريخ والتراث والحضارة، سفر قرأه أبناء الوطن بعيون ترنو إلى مستقبل يحافظ على مدينة لها هويتها التي تمتد لأكثر من 45 قرناً.
الباحث في التراث اللا مادي الدكتور محمد خواتمي أوضح في حديثه لـ”الثورة” أن تراث حلب المعماري يحوي آثاراً كثيرة ومتنوعة تبلغ نحو 300 أثر تاريخي من أسوار، وأبواب، وحمامات، وقساطل، وخانات، وبيمارستان، وزوايا، وكنائس، وجوامع. وأضاف: تشارك حلب بعض المدن العربية في أنواع من التراث وتنفرد ببعض المواقع مثل السور المتبقي مع أبوابه “أنطاكية، والحديد، والمقام، وقنسرين، والنصر، والجنان”، والقلعة الفريدة من نوعها في العالم، وعدد من الخانات تصل إلى 40 خاناً، قلما اجتمع مثله في مدينة، والأسواق المسقوفة بالحجارة وطولها نحو 13 كم.
وأشار الباحث خواتمي إلى أن حلب تحتضن عدداً من الجوامع تمثل مختلف العهود “الجامع الكبير”، وعدداً من المدارس الأثرية بنيت في العهود السلجوقية والعثمانية “الفردوس، والظاهرية، والكاملية، والخسرفية، والرضائية”، كما تنفرد بوجود بيمارستان من العصر المملوكي “البيمارستان الأرغوني”، و”خانقاه الفرافرة”، وعدد من البيوت الأثرية “آجق باش، والدلال، وصادر، وغزالة..”. وختم حديثه بالقول: هذه بعض الآثار التي لا تزال قائمة في حلب، ونسعى للتعريف بها وحمايتها والمحافظة على مبانيها، إنها تعبر من خلال صحتها وسلامتها عن صفحات ناطقة بالمحبة والفخار والعيش المشترك، علماً أن الحديث عن كل منها يتطلب موضوعاً ولقاءات وكتابات ومتعة كبيرة في زيارتها، وما نأمله ونسعى إليه هو الحفاظ عليها، فهي جذورنا وتاريخنا وثقافتنا.